نعيم الاسيوطي
نعيم الاسيوطي

من حكايات الزمن الاصيل..”ضحك السنين” بقلم: نعيم الاسيوطي

من حكايات الزمن الجميل
——————————
( ٦)

ضحك السنين

احتفلت في بيت عمي يوسف هوا بعيد الميلاد المجيد.. اتغديت مع أمي التانية أم كمال.. ولعبت مع إخواتي النصارى.. ومع أدان العصر بعت أبويا أخويا جمعه علشان أروح معاه غيط الطين الجديد نجيب حمارة برسيم للبهايم.. عمي يوسف عطاني جنيه بحاله عيديه.. زي إخواتي.. وشوية فول سوداني وحمص وحلاوة خد الجميل.. الصراحة كنت بحبهم جدا وهما كمان بيحبوني زي ولادهم كمال وزط.. ركبت وراء أبويا الحمارة اللي اشتراها من إخوالي ببني زيد الأكراد.. وابويا كان فرحان بيها جدا ودايما يقولي بتمشي زي الحصان تلاتات تلاتات.. وأنا أسمع كده وأضحك من كلامه.. وهي بصراحة كانت بتمشي في خط مستقيم.. لا يمكن تنحرف يمين ولا شمال إن شاء الله حتى تلقحنا في الترعة.. المهم جبنا حمارة البرسيم.. وقلت لأبويا أنا لازم أروح لأمي في مستشفى الحميات علشان اطمن على اخويا خالد.. وأخويا خالد من يوم ما اتولد وهو دايما عيان في فصل الشتاء.. يكح ويسخن وتجري بيه امي على الدكتورة ليلى اللي بتحوله علطول على مستشفى الحميات.. وعرفنا إنه عنده التهاب رئوي وصدره مش بيتحمل البرد.. وطبعا يتحجز في المستشفى عشر تيام في عز برد شهر يناير من كل سنه.. وأخويا خالد كان مرتبط بيا جدا وهو صغير.. يعني مستحيل يأكل المربي من أيد أمه أو أبوه إلا مني.. أو يقبل حد يسبحه تحت الحنفية بميه بارده علشان جسمه يبرد من السخونة غير العبد لله .. جريت بالعجلة بسرعة قبل الزيارة المجانية ما تقفل في مستشفى الحميات.. ولقيت امي شايله خالد وعماله تبكي على مرضه.. أخدت أخويا من أمي وشلته فوق كتافي وقعدت أجري بيه في مستشفى الحميات وألعب معاه لحد ما سكت وقعد يضحك.. رجعت لأمي علشان اخليه يأكل المربي واديه العلاج واسبحه وكمان انيمه على رجلي لحد ما يروح في النوم.. وفي اليوم ده قابلت الشيخ جابر جوز ست ولدها مريض بنفس مرض أخويا.. وبتنام جنب سرير أمي.. وسألني أنت شغال فين.. قلت له شغال عامل نضافه في كلية الطب.. قال لي وبعد الضهر.. قلت بروح الغيط مع أبويا.. قال لي تحب تشتغل عندي في معرض السجاد.. قلت تحت أمرك.. كلمت أمي ووافقت إني أشتغل بس قالت لازم أبوك كمان يوافق.. أقنعت أبويا وقلت الكام جنيه تساعد في مصاريف إخواتي والبيت.. تاني يوم الصبح رحت شغل الجامعه وعملت أذن بباقي اليوم.. وركبت عجلتي.. ورحت معرض الشيخ جابر بحي السادات جنب فرع شركة باتا.. رحب بيا الشيخ وعرفني على كل الناس الموجودة في معرض السجاد.. ولقيتهم كلهم بدقون طويله وجلاليب بيضاء.. أنا عارفهم من شغلي في الجامعه.. سلمني الشغل في بدروم المعرض.. وطلب مني أعد صف السجاد ده.. قلت حاضر.. وبدأت أعد لحد ما وصلت لرقم عشرة.. نزل جدع طويل وجامد زي الحيطه.. قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ثانية وخرج وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. طبعا أنا نسيت عديت كام.. وصف السجاد وقع مني.. وبعد ثانية نزل جدع تاني.. وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. واتكرر السلام مع يجي خمستاشر واحد.. ومعرفتش أعد السجاد .. أدن الضهر ونادى عليا الشيخ جابر للصلاة بمسجد بحي السادات بأسيوط.. قلت حاضر يا مولانا.. ورحت مع المشايخ للصلاة.. اتخضيت وخفت.. صليت السنه ورفع أخونا الشيخ القيام للصلاة.. كبرت وصليت في الركعة الأولى بسورة الكوثر.. استنيت الركوع.. رجليا وجعتني من الوقوف.. وأخيرا الشيخ قال الله اكبر.. ركعنا وسجدنا وقمنا للركعة التانية وقريت بسورة النصر.. الشيخ طول زي الركعة الأولى.. أخدنا في صلاة الضهر أكتر من ساعة ونص.. وأحنا رايحين المعرض.. سألت الشيخ جابر هو الإمام صلى بسورة إيه.. قال طبعا بسورة البقرة.. قلت في سري دا كتير قوي.. إحنا عندنا في جامع الخطبة بيصلوا بسور قصيرة علشان كبار السن والمرضى.. يلا الحمد لله وربنا يتقبل منا ومنكم.. فرح الشيخ لما قلت كده.. ونزلت أم البدروم علشان أعد صف السجاد.. واتكرر نفس موقف الصبح.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ومعرفتش أزيد عن عد عشر سجادات.. انقذني أدان العصر ونادى عليا الشيخ.. الصلاة يا شيخ نعيم.. قلت حاضر وفرحت بكلمة الشيخ قوي.. وأخدت منهم ساندوتش طعمية واكلته بسرعة وأحنا رايحين الجامع بحي السادات.. اتوضيت ودخلت معاهم في الصلاة.. وصليت في الركعة الأولى بسورة القارعة وبرضه الإمام طول قوي.. وفي الركعة التانية بسورة التكاثر.. يووووه وخلصنا الصلاة بعد ساعة وتلت.. سألت برضه الشيخ جابر هو الإمام صلى العصر بسورة إيه وقبل ما يرد قلت له بسورة آل عمران.. فرح قوي بيا إني عارف سور القرآن..رديت عليه بسرعة.. وقلت يا مولانا أنا كنت بحفظ القرآن مع الشيخ سعد جعلظ عندنا بالوليديه.. وخلص اليوم ورحت لاخويا المستشفى.. وسألتني امي ومرات الشيخ جابر.. مبسوط قلت الحمد لله.. وكملت معاهم في معرض السجاد تلات تيام بالعافية.. وأحنا رايحين لصلاة الضهر في الجامع.. قابلت الواد علي حسن كان زميلي بالمدرسه.. طلبت منه يوديني موقف العربيات بالميدوب.. ركبت وراه العجلة اللي اتكسرت بينا قدام جمعية الشبان المسلمين ووقعت أنا فوق حصوة مسننه عورتني في فخدي جامد وهو بدال العجلة دخل في رجله.. قلت في سري الشيخ جابر دعى عليا.. وقعدت اضحك ضحك السنين.. وركبت بقرش صاغ عربية عجيبة بيقولوا عليها رمسيس.. ورجعت البيت واترميت فوق سريري الجريد.. نمت من الضهر لحد العشاء.. ولما صحيت لقيت أخويا خالد قاعد جنبي وأمي بتعملي كمادات على قورتي من السخونة.. فرحت ان اخويا طلع من المستشفى.. وسألتني أمي أنت سبت الشغل.. قلت الحمد لله سبته بس اتعرفت على ناس أكبر مني في السن.. واتعلمت منهم درس جديد.

اترك تعليقاً