المكان والموقع … بغيرهما لا نكون .. فحين خلق الله الأرض تهيأ المكان وحين أُهْبِط آدم وحواء تخير لهما موقعا للتلاقي .. فلولا وجود المكان ما كان الموقع ولولا الموقع ما كان لهما وجود أو بالأحرى تواجد وتلاقي …
أما عن المكان محور هذا الكلام فقد كانت جمعية الشبان المسيحية مكانا أعلن وبصدق أنه الأصلح ليكون فيه موقعا لرابطة شعراء العروبة التي يجتمع ويتلاقي فيه المثقفون من الشعراء والكتاب والنقاد والاعلاميين في بوتقة واحدة يتباري فيها كل منهم لإبراز ما لديه من عتاد تسمو به الثقافة المصرية علي المستويين الداخلي والخارجي فكان للإخوة والأخوات من أبناء الوطن العربي تواجد محسوس سيما وأن مسمي الرابطة قد شملهم حين سمَّاها من تضافرت جهودهم منذ زمن مضى لتكون الرابطة خادمة للغة العربية .. ومرت السنون والأيام وتداول رئاسة وصدارة القيادة أناس ساروا علي وفي ركب من أسسوا وأنشأوا ..
إن نجاح أي عمل يتطلب تضافرا في الجهود بالإضافة إلي الشعور الدائم بأن ذلك العمل له هدف فعال وكي يتحقق الهدف ويكون التفعيل لابد من إدارة حكيمة تسعي جاهدة لتحقيق ذلك الهدف علي وعي تام بحقيقته والغرض منه .. وهذا هو ما يحدث الآن في الموقع المتمثل في رابطة شعراء العروبة التي ترأسها الأستاذة الدكتورة ثريا العسيلي خلفا للراحل الكريم الشاعر الأستاذ محمد علي عبد العال رحمه الله فقد توالت الندوات منذ توليها رئاسة الرابطة علي أحسن ما يكون من أداء وتميز شهد له الجميع منذ النصف الثاني من العام الماضي 2017 وحتي الآن .. وهذا ليس بغريب فالأستاذة الدكتورة ثريا العسيلي ليست في حاجة أن نُعَرِفها فلها تاريخ معلوم للجميع فهي أستاذة جامعية ولها أبحاثها ورسالاتها العلمية ومؤلفاتها العديدة ودورها النقدي البارز المشهود به ولها في جميع المحافل والمواقع المصرية والعربية بل والدولية خارج الوطن العربي .. أما عما تقلدته من مناصب اختيرت لها اختيارا فعدِّد ولا حرج .
أما إذا أردنا الحديث عن المكان فهو جمعية الشبان المسيحية التي تحتضن الموقع المتمثل في رابطة شعراء العروبة وهي جمعية مسيحية ترأس إدارتها الأستاذة الدكتورة مارسيل مكرم ــ الجندي الغائب الحاضر ــ التي تدعم عمل الرابطة لتكون صرحا يستمر في العطاء وكان من بين ذلك الدعم أنه وقع الاختيار علي من يدير الرابطة بصدق وتفاني فكان اختيارا صائبا بأن تكون وكانت الدكتورة ثريا العسيلي رئيسا للرابطة وتلك نظرة ثاقبة من رئيسة الجمعية لها دلالتها علي أنها تعي الدور الفعال بل والوطني لتلك الرابطة .. ولم لا وهي أستاذة في مجالها ولها وعيها ودورها الاجتماعي وحسها الوطني .. وما أجمل أن يكون ذلك إعلانا صريحا بوحدة وتآلف أبناء الوطن وهو الأمر الذي كان أحد الأهداف التي من أجلها أنشئت الرابطة فتحية تقدير واعتزاز للأستاذة الدكتورة مارسيل مكرم لهذا الاختيار المتميز ولما تقوم به خلف الستار من دعم لتظل ثقافتنا واضحة جلية في الداخل والخـارج ..
فهنيئا لجميع المثقفين من شعراء وكتاب وأدباء ونقاد يجتمعون في المكان وهو جمعية الشبان المسيحية فيملأون الموقع وهو رابطة شعراء العروبة بروح الحب والود والتآلف وهي السمة الغالبة في كل الندوات منذ تولي الدكتورة ثريا العسيلي تلك السمة التي لم تكن لتكون إلا بتآزر وتفاني وجهود الجميع بدءا من القائمين علي رئاسة وإدارة المكان والموقع مع من يعملون معهما بهدف واحد هو إثراء الساحة الثقافية والأدبية ولتأكيد أن مصرنا لنا جميعا تحت راية واحدة وشعار واحد تحيا مصر بأهلها جميعا ..