ندوة ثقافية حول ظاهرة العنف ضد المرأة في ثقافي العزيزية
بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة أقام البيت الثقافي في العزيزية احد تشكيلات دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، ندوة ثقافية بعنوان (ظاهرة العنف ضد المرأة) بالتعاون مع القطاع الصحي للرعاية الأولية في العزيزية شهدتها قاعة البيت الثقافي.
تضمنت الندوة التي حضرها عدد من أعضاء المجلس المحلي والأدباء والكتاب والشعراء والصحفيين ورؤوساء منظمات المجتمع المدني، عدة محاور ومنها العنف الجسدي والعنف النفسي والعنف الاقتصادي، حيث قالت الدكتورة نوارس فالح، تحتل ظاهرة العنف ضد المرأة في العراق حيزا واسعا من مجمل الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع العراقي، وتتسم الظاهرة بانعكاسات سلبية لا يتناسب والدور الذي قامت به المرأة العراقية في العقود الماضية من تحمل الصعاب والمسؤوليات، ورغم ذلك فأنها تعاني من ظاهرة العنف المزدوج ضدها بصورة خاصة من قبل الرجل والمجتمع وبعض القوانين، مشيرة إلى أن العنف الوارد على النساء لا يختص في فئة معينة أو ثقافة خاصة أو جنس محدد، وإنما يشمل كافة الثقافات والدول المتقدمة منها أو ما تسمى بالدول النامية أو دول العالم الثالث، ومع مطلع القرن الواحد والعشرين ومع كل ما حققه الإنسان من التقدم الهائل في كافة الأصعدة والمجالات الحياتية، ومع ما يشهده إنسان اليوم في عصر الحداثة والعولمة، لكن البشرية لم تستطع إزاء ذلك أن تهتدي جميعها نحو السلام والرفق والمحبة والألفة, إذ تبقى هناك الكثير من مظاهر الهمجية والجاهلية الحاكمة في العصور الغابرة عالقة ومترسخة في النفس البشرية، وكأنها تأبى أن تنفض ذلك عنها، رغم تغير الرداء الذي ترتديه. وأضافت المحاضرة أن ظاهرة العنف عامة هي من النوع الذي يحمل هذا الطابع، إذ إنها تهدد المنجزات التي حققها الإنسان خلال السنوات الماضية، والأسوأ من ذلك كله عندما يتعدى ويمتد هذا العنف إلى المرآة والتي هي إحدى الفئات الأساسية في المجتمع, وهناك من يعتقد أن العنف هو لغة التخاطب الأخيرة الممكنة استعمالها مع الآخرين حين يحس المرء بالعجز عن إيصال صوته بوسائل الحوار العادي، ولكنه يأتي مع المرأة اللغة الأولى للتخاطب كما يستخدمه البعض وكأن الآخر لا يملك لغة أخرى لاستعمالها، ليجعل من هذا العنف كابوس يخيم على وجودها، ليشل حركتها وطاقاتها, فيما تعتبر المرأة نفسها هي أحد العوامل الرئيسية لبعض أنواع العنف والاضطهاد وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت عليه كرد فعل لذلك مما يجعل الآخر يأخذ في التمادي والتجرؤ أكثر فأكثر وقد تتجلى هذه الحالة أكثر عند فقد المرأة من تلتجئ إليه ومن يقوم بحمايته.
وتخلل الندوة مناقشات مستفيضة شارك فيها الحضور تناولوا خلالها أنواع الاضطهاد التي تتعرض له المرأة في جميع المجتمعات وكيفية التصدي لهذه الظاهرة، وفي الختام قدم البيت الثقافي الشهادات التقديرية, فيما أثنى الحضور على دور البيت الثقافي العزيزية في تفعيل الحراك الثقافي وانفتاحه على جميع شرائج المجتمع وبما يسهم في خدمة القطاع الثقافي في القضاء.