تمر علينا أوقات نكتشف فجأة أننا كبرنا ومرت أيام العمربسرعة كبيرة ، نقف هنا متسآلين وربما حائرين كيف حدث هذا ؟وكيف مرت تلك السنون بهذه السرعة بأوقاتها السعيدة والحزينة؟ لقد مرت وهى محملة برحلة من الكفاح والآلام مرت وربما باللاشىء مرت ، ووننظر لنجد أنـفسنا لم نفعل شيئآ ذا قيــمة ، وربما لم نحـقـق جـزءا مـن أحــلامنا.
من منا لم ينتابه ذلك الاحساس ، أعتقد كلنا ، جاءتنا تلك اللحظة ، التي يتزوج فيها أحــد ابنائنا ، فـنجــدنــا حــيارى نـــنـظر لذلك الطــفل الصغـير الـذى كنـا نحملة منذ أيام على حسب اعتقادنا طفلا رضيعآ ، كيف كبر وكيف وصل لهذه المرحلة ، ومن المواقف المشابهة عـند رؤيتنا لصديق قـديم مــر على آخر لقاء لنا عشرون سنة على الآقل ، ربما لا نعرفه من ملامحه الجديدة وربما نعـرفه لكن عقولنا ترفض تلك الصورة الجديدة ولازالت تحتفظ له بصورة الصبي الصغير رفيق الطفولة ،
ويزداد الأمر معنا عندما نشاهد كبر والدينا بأم أعيننا ، ونمر معهم بمراحل الشيخوخة ، وذلك الضعف والهوان الذي يبدأ فى غزوا أجسادهم ، نتوقف ونتأمل أكثر ونحن فى حالة عجيبة من الازدواجية ، نشاهدهم كبارآ ونظن أنفسنا لازلنا صغارآ نـــحن إلى لحظات احتوائهم وتدليلهم لنا ، الحقيقة الصادمة هى أننا بحالة من عدم التأقلم النفسي مع أنفسنا ، حالة من رفض الواقع أحيانا وعد استيعابه ، نقف عند مرحلة معينة لا نرغب بتجاوزها ، لأنها ببساطة هى مرحلة فارقة فى حياة كل منا ، مرحلة التخيل لما هو قادم ، ورسم سيناريو تحتفظ به الذاكرة لأحــلام ورغبــات وأمنيات كثيرة ، نـكتـشف عندما يـمر الـعمر أن هــذا السيناريو لازال مكتـوبآ فـى عـقولنا فقط ، يتحكم فينا ولم ننففذ دورنا فيه على أرض الواقع أو ربما أدينا مشهدآ صغيرآ منه لايتناسب مع أحلامنا ، إذا حدث هذا معكم فقد حانت لحظة مراجعة النفس وإعادة كتابة ذلك السيناريو من جديد