عندما تدخل المرأة حقل العمل فهى كمن دخل عش الدبابير .. تجاهد لتثبت نفسها طوال الوقت بشتى الطرق بدء من أسرتها الصغيرة مرورآ بعائلتها الأكبر وبينهما مجتمع يبذل قصارى جهده للتقليل من شأنها هل هى حرب ، نعم حرب ، وحرب شعواء بين طرفين غير متكافئين، طرف يعطى لنفسه كل الحقوق ،لانه ينظر لها ببساطه كملك يمين ، لايحق لها أى شىء غير الدور المنوطة به من كونها ربه بيت وأداة للمتعة ، خلفه مجتمع يعينه بشتى الوسائل ليكون هو الطرف الفائز فى معركة غير متكافئة الأطراف ..فتكون النتيجة ..كم من نساء تم وأدهن ثقافيىآ ومعرفيآ ، كم من مواهب دفنت لكونها أنثى … وبالرغم من ذلك العجيب ، أننا نرى الأنثى أحيانا تتنتصر فى تلك المعركة غير المتكافئة ، لكنها ليست أى أنثى ، أنها انثى فولاذية ، من نوع خاص ،لتتحمل وتصر وتثابر وتضحى لتحقق قدرآ ضئيلا من طموحاتها ، نعم قدرآ ضئيلا ، فكل خطوة تخطوها تكون قاومت الاف الايدي تجذبها للخلف من قهر ومحاربة وقوانين مجتمع تجعلها تتخلى عن أنوثتها فى كثير من الأحيان وترتدي عباءة الرجل ويطلقون عليها المرأة المسترجلة ، أمرآة بميت راجل كما يرددون ، ولسان حالها يردد “رجل رجل المهم أن لا تلسعنى الدبابير” ماالحل إذآ هل سننظل نبكى على المرأة وقهرها وجبروت الرجل وظلمه ، سألتزم بحياديتى قدر الإمكان كلاهما ضحية لمجتمع فاسد ،ولن تنال الأنثى أى حقوق ،طالما ينشأ الرجل فى ثقافة ، تنصب له الولائم وتقيم الأفراح لمولده ، ومادام يلثم ثدي أمرأة ترضعه مع حليبها ،أنه الذكر المبجل ،وأن أخته الأنثى العار ، التى نتمنى أن تنهدم الجدران وقت ولادتها ، فقد ولد من يهدد الأسرة كلها بالعار ، يوسوسون فى أذنه أن افعل مايحلو لك ، لكن حذار ان تترك لها الحرية هى عارك ، اضربها ان استلزم الأمر، وحتى إن لم يستلزم ، أضربها ” اكسر للبنت ضلع ” أيها الرجل أنت أيضآ ضحية مجتمعك الذى غرس فيك تلك الأفكار لكن معذرة، أين عقلك ؟ لم لا ترفض تلك الأفكار أنت أيضآ كما تفعل المرأة وتجاهد دائمآ ، أم أنك تخاف وأجبن من أن تقاوم نظرة المجتمع لك بأنك لست رجلا لأنك تسمح لها ببعض الحرية ، بعض منكم ينتابه الخجل إذا نجحت زوجته ، ويبذل قصارى جهده لتحطيمها ، والبعض تكون بناته أكثر نجاحا من ابانئه الذكور فتراه مكفهرآ حزينا . بل ويتفنن فى ايجاد المبررات لابنه والمحاولة معه بشتى الوسائل ليكون كأخته التى لا يوفر لها واحد بالمئة مما يوفره لابنه من امكانيات . بالطبع توجد لكل قاعدة شواذ ، فيوجد بين هؤلاء الذكور قله قليلة ، رجال يؤمنون بالمرأة ،كما يوجد بين النساء من تقر بدونية جنسها ، فهى أخت الشطان ،هى حواء التي أخرجت آدم من الجنة ،هى الكائن الشيطاني أساس كل الشرور . الخلاصة ستظل الحرب قائمة وستظل الأنثى تقاوم وتجاهد للحصول على قدر من حقوقها مادام الرجل يتم تنشئته تلك النشأة الذكورية التى تجعل منه السيد والأنثى مجرد ملك يمين
اقرأ/ ى أيضا :اتركوا طفلتى تلعب .. بقلم :مرفت يس