صدر للكاتب المصري مدحت الخطيب رواية أشباح المقابر ومن أجواء الرواية تنشر مجلة مبدعو مصر لكم هذا الجزء.
كنت مندهشا حقا من إصرار هذا الجني أن أتزوج به ، فهو جني وانا إنسي ، وهو ملحد لا يؤمن بوجود إله وأنا أشهد أنه لا إله إلا الله ، والأهم من هذا وذاك أنه جني ذكر ، ولم اسمع من قبل عن زواج ذكور الجن بذكور الأنس ، او زفاف إناث الجن الى إناث الإنس ، ويبدو ان الجني عرف ما في جعبتي فأراد أن يطمئن قلبي فاستطرد قائلا : انك لن تتزوج ذكرا كما يخطر بذهنك ، ولكنك ستتزوج أنثى مكتملة الأنوثة .
وهكذا كان كلام الجني سلسلة من العجب العجاب ، فما إن ينتهي من عبارة مُلْغِزَةٍ إلا ويُبْرِهُنِي بما هو أَلْغَزُ منها ، فكيف أتزوجه أنثى مكتملة الأنوثة وما أراه إلا ذكرا ؟ ، وللمرة الثانية يجيبني علــى السؤال المخبوء داخل جعبتي : سوف أُجري عملية جراحية لأتحول جنسيا من ذكر الى أنثى .
كانت هناك ضحكات مدفونة اسفل أعماق أحشائي من عِفْرِ العبارات والردود ، وقد حاولت جاهدا إبقاء هذه الضحكات في أماكنها ، بينما كانت هي أيضا تجاهد لتحرر نفسها من هذا الأسر ، وما بين محاولات مني ومحاولات منها ، تمكنت هذه الضحكات من تحرير نفسها والخروج من أعماق أخشائي لترتسم ابتسامة على وجهي تتبعها في ذات التو واللحظة كتكتة فترتج المقابر وتتزلزل المشرحة بهذه الطخطخة المتواصلة بلا انقطاع ولا توقف.
وتذكرت في هذه اللحظة الفيلسوف الإغريقي خريسيبوس الذي قدم لحماره خمرا فشربه حتى الثمالة فضحك عليه ، وظل يضحك بجنون وشكل هيستيري حتى مات بسبب هذا الضحك الذي أدى الى الاختناق ونتجت عنه سكتة قلبية .
سيتحول من ذكر الى انثي !! .
ويريد أن أتزوجه بعد أن يصير أنثى !! .
لقد أضحكتني أيها الجني حتى كدت أفقد حياتي من الضحك .
ولكن لا بأس .. سأسايرك يا ظام حتى النهاية ، وسأراقب أمرك بعد التحول الجنسي ، وسأسجل نظرة المجتمع اللا مرئي من قضية التحول الجنسي ، سأسايرك وأجاريك في كل شيء عدا أمر الزواج الذي تريده .. لن أتزوجك يا ظام حتى ولو صرت أماندين بوتي ملكة جمال فرنسا 2021 .