قراءه نقديه فى ديوان انكسار حرف
للشاعر محمود هليل
اعداد رضا أبو الغيط
من يقرأ للشاعر محمود هليل سوف يتعرف من الوهله الأولى علي شخصية هذا الشاعر صاحب القلب الحنون والخلق الرفيع
وسوف يرى بأم عينه هذا الطفل الحنون الذي يسكن هذا الشاعر العملاق البار بوالديه والمعترف بفضل زوجته الشاعره نبض الكلمات
فها هو يبدأ ديوانه بإهداء إلي نبض كلماته ودرة حياته دون أن ينسي أن تكون أول قصيده في الديوان إهداء إلي أمه ست الكل
والتي يقول في نهايتها
وأنا ياأمه ندى عمرك
وراسم عمرى ف جبينك
هذه هي أخلاق الشاعر المصرى ابن الشرقيه الأصيل محمود هليل الذي نشأ في الريف ويتباهي بكونه فلاح صاحب الفضل علي الجميع
واشتمل ديوان انكسار حرف علي حوالي ٢٦ قصيده كتبها الشاعر محمود هليل وهو يحمل في يده غصن الزيتون وفي قلبه شعاع النور مرتديا ثوب الفلاح الأصيل
ليحكي لخيال المآته عن الذكريات ويحدثه عن الحلم الذي صار كابوسا في زمن مات فيه الكلام تحت أنقاض الأنين وأخلاق الأمم المتدهوره في بلاد القهر لحظة انكسار الحرف وغض الطرف
ويقدم له اعترافا بأنه رضيع أكتوبر وشاهد علي ذكرى ثورة ٢٥ يناير والحصار وساعة الفراق
ويعود فينشد له بحسه المتدين رباعيات في حب النبي صلي الله عليه وسلم ورباعيات في حب مصر العظيمه راسما لها لوحه جميله بحروف اسمك يا من تسكنين قلب هذا الشاعر العطوف
فمنذ الوهلة الأولي لمطالعة هذا الديوان المتميز انكسار حرف للشاعر الجميل محمود هليل أدركت أني أمام شاعر موهوب متمكن من أدواته ويمتلك مقومات الكتابه الشعريه الرصينه
ويتسم اسلوب محمود هليل في تناوله للنص الشعري بالنضج والرقي وقد ظهر هذا واضحا في معظم قصائد الديوان التي تمثل نموذج جيد لشعر العاميه
وذلك من خلال استخدامه للألفاظ والمفردات العاميه الرائعه
فجاءت لغته سهله طيعه غير متكلفه مبتعده عن الغموض والتقعر والفلسفه متمشيه مع الأجواء العامه للنص مفعمه بالصور الجماليه التي تعبر عن تجربته الشعريه المتميزه وإبتكاره للتراكيب المجازيه المدهشه
ولقد وفق الشاعر إلي حد كبير جدا في ترتيب أفكاره بمهارة الشاعر المتمكن مرهف الحس المتعايش مع مجريات الأمور وقضايا وطنه
معتمدا في بناء قصائده علي عناصر مختلفه بدءا من المفردات والألفاظ العاميه الخالصه والدلالات والصور الشعريه البسيطه والمركبه التي حملت مستويات موسيقيه مختلفه الايقاع سواء كانت داخليه أو خارجيه وانسجمت مع الجو الموسيقي للنصوص
فالشاعر محمود هليل له كاريزما خاصه وأشعاره لها مذاق خاص فهو في هذا الديوان كتب الصوره الشعريه البسيطه التي لاتخلو من جماليات البناء والطرح بعمق فكرى واضح ممتطيا جواد السهل الممتنع ليقدم للمكتبه العربيه ديوانا باللهجه العاميه المصريه يستحق القراءه أكثر من مره
فمن قلبي أهنأ اخي وصديقي الشاعر الخلوق محمود هليل علي هذا المولود الجديد وفي انتظار أعمال أخري إن شاء
وفي النهايه أقول له:-
******
هات البارود……. يا ولا
واضرب.. . بصوت عالي
مصر الليله دى ف فرح
وسماها… ………بيلالي