ليلة من ليالى الثقافة بسوهاج فى نادي أدب أخميم ومناقشة ديوان (أناشيد التراب) للشاعر عبدالناصر عبدالمولى
كتب : علاء عبد السميع
الديوان صادر عن النشر الإقليمى لعام 2022م سعدت لمشاركتي بها مع الشاعر المبدع الدكتور طلعت المغربي وقد أدار الجلسة الشاعر الكبير رمضان عبد اللاه وسط حضور نخبة من أدباء سوهاج.
وهذا مجتزأ من دراستي لديوان أناشيد التراب :
عندما شرعت في قراءه ديوان (أناشيد التراب ) للشاعر عبد الناصر عبد المولي .
لم أشأ أن أعرض لبنية القصيدة وموسيقاها وبحور الشعر متعقبا ومطاردًا تلك الأوزان والقوافي قدر ما أردتُ أن أستشرف مفاتيح قرائية مغايرة ، فالشاعر يكتب بوفاء شديد ( لقصيدة البيت ) الكلاسيكية ، ويجمع في ديوانه بين الخاص والعام وهذا ما يحيل للعنوان ، فالعنوانُ هو أحد تقنيات النص الموازي التي لم تزل تشكل من خلال دراسة النص الأدبي مصطلحا إجرائيا ناجحا في مقاربه النص الأدبي ، ومفتاحا أساسيا يتسلح به المتلقي للولوج إلي أغوار النصوص العميقة بقصد استنطاقها وتأويلها … وهو بالنسبة لأي عمل أدبي بمثابة المرشد الأول للمتلقي والانطباع الأول الذي ينطبع في ذهنه عن هذا العمل …
والعنوان من شأنه أن يجذب المتلقي لقراءة العمل ، بل يثير لديه عدة تساؤلات لا يستطيع الإجابة عليها ما لم يدخل النص متعمقا في قراءته وهو ما يعرف بالوظيفة الإغرائية للعنوان ، فالعنوان هو النص الملغز المعزول الذي يثير حال تلقيه التساؤل حول مضمون النص …
لقد أعطي العنوان فكرة شاملة عن النص جعلتني أدرك بعض غيبيات (الديوان) قبل قراءته فالعنوان ( أناشيدُ التراب ) وهو يجمع بين صوت “حسي” وبين التراب “مادي” وأيضا النشيد هو قطعة من الشعر المغني بصوت عال تتغني به جماعة ، ونشيد الإنشاد سفر من أسفار العهد القديم، أما التراب فهو ما نعم من أديم الأرض والتراب هو أصل أجساد البشر وجذوره ، والتراب للرخص _ والتراب = الموت _ والتراب = الارض والوطن _ وسف التراب مذلة _ والتراب للعين = طمع ..
وهو مادي دوني ملموس وعند المتصوفة الترابيون يحبون المادة باستبداد وتبلد وهذا مدخلي لقراءة ديوان ( أناشيد التراب ) للشاعر عبد الناصر عبد المولي الذي حالفه التوفيق في اختيار عنوان ديوانه ،وأيضا في اختيار لوحة الغلاف حيث تحلق قطعة من الأرض _دلالة علي التحرر الشفيف من الوزن _ مرتفعة عن الأرض تعلوها شجرة ذات أغصان خضراء تحللت وتخطت مرحلة التراب فارتفعت في مشهد ملائكي روحاني ، لأتناول قراءة الديوان من خلال :
علاقه التحول بين المادية والشفافية الروحانية في أناشيد التراب ..
ثم ندخل لنتلقي الإهداء وقد استعان الشاعر في إهدائه بالجزء الأخير من قصيدة (صبارة على قبر شاعر )الذي يؤكد فيه حقيقة وجودية؛ وهى الفناء المادي والفناء في الذات ، وبقاء غذاء الروح والسر الذي تركه الشاعر في قصائد الديوان …. ليبقي هذا السر هو مُبتغى كل مار علي الديوان ..
وتبقي قصائد الديوان … مفتتح
يفتتح الشاعر ديوانه بقصيدة ( كان لي قلب ) لسمنون المحب ….
وهو أبو الحسن سمنون بن حمزة الخواص ، شاعر صوفي عباسي , اشتهر بنسج غزلياته في محبه الله تعالي…وهذه عتبة أخري توكيدية لأننا نستقبل حالة من الوله والتغني الصوفي
كان لي قلب أعيش به ضاع مني في تقلبه (ص8)
وما دمت قد حددت وجهتي في قراءة الديوان أري ضرورة تذكر عناصر الكون :
” نار _ماء ، وتراب _هواء “
النار تنقسم إلي ” مثالية_ وروحانية “
الماء ينقسم إلي “عاطفية _ شعورية “
التراب ينقسم إلي ” مادي _ وعملي “
الهواء ينقسم إلي “عقلي _ وذهني “
لذا أحب أن أقسم قصائد الديوان علي غير ترتيبها الذي صنع منه الشاعر حالة من الصعود والهبوط كحال النفس في إقبالها وإحجامها عن الطاعات والصفاء .
قد يهمك أيضا