سرحت مع شرح دكتور التشريح بكلية الطب بأسيوط.. وعرفت مكان القلب والرئتين والكلى والكبد والمرارة وباقي أعضاء جسم الإنسان.. وخطف عيني ضحك البنات على أعضاء تانية في جسم الجثة اللي فوق ترابيزة التشريح.. وفجأة افتكرت ورقة الحضور والانصراف وإني اتأخرت ساعة بحالها.. وبكده هيكون بيني وبين المعاون مشكلة كبيرة.. أخدت بعضي جري وبقيت انط درجات السلالم وسبقت بلاط طرقة البيه العميد لحد ما دخلت أوضة الشئون العامة.. ضحكت لأني شفت في عنين المعاون القرار.. سكت المعاون شويه وقال:
– انا صبرت عليك كتير يا أبو الشيخ علي.. وأنت كده مش باقي على لقمة عيشك.. وبصراحه أنا كتبت فيك مذكرة وجبتلك خصم تلات تيام.. عندك اعتراض .
بصيت عليه بغيظ ودعيت عليه في سري.. سبته ورحت عند عمي عبد العليم الشاعر التلقائي علشان أفطر معاه.. أول ما شافني طبطب على رأسي وقال أسمع المربع ده يا أبو الشيخ علي.. قلت قول يا عم عبد العليم:
– أنا العنب سبحان خلاقي .
– أنا بسطل الخمار ويا الزاكي.
– ما تعصرونيش قوي دنا خلاقي.
وفطرنا طعمية من عند عمي سليم اللي جنب المستشفى الجامعي.. وأخدت البوسته علشان اوزعها على باقي أقسام الكلية والمستشفى الجامعي عن أجتماع مجلس الكلية مع البيه العميد الأستاذ الدكتور محمود فتح الله.. أخدت عجلتي ورحت المستشفى الجامعي.. شميت ريحة البنج من اوض عمليات الجراحة والعظام.. هب دماغي لفت وبدأت عنيا تدمع.. خلصت توزيع البوستة على الأقسام العملية بالمستشفى ومش باقي غير أقسام الكلية.. رجعت جري على أقسام الفارماكولجي والباثولجي وباقي الأقسام لحد ما سمعت أدان الضهر من تجمع الطلبة في جنينة كلية العلوم.. رجعت الإدارة وعديت بونات التغذية الطازجة والجافة.. نبهني المعاون بأن اليوم فيه انتخابات لاتحاد الطلبه.. وهيحصل تأخير فخليك قاعد لحد ما تسلم كل البونات للطلبة والطالبات.. طبعا قلت حاضر بدل ما يتخصم مني أيام تاني..الموظفين مشيوا في ميعادهم.. وانتظرت الطلبة والساعه دقت تلاته العصر ومحدش حضر للاستلام.. وفجأة دخلوا عليا تلاته ملثمين واخدوا البونات.. وقطعوا كشف التوزيع.. وشفت في ايديهم جنازير وسنج.. وقفلوا عليا الباب من بره.. ومعرفتش اعارض ولا أقول كلمه واحده من الخوف والرعب.. سكت زي مكاتب الإدارة.. وقلت في نفسي يمكن ساعه ولا اتنين حد منهم يرجع ويفتح الباب من بره ويخرجني.. لكن ولا حد سأل فيا.. سمعت أدان المغرب وهموت علشان ادخل الحمام مش قادر أمسك نفسي.. بدأت اخبط جامد على الباب لحد ما سمعت حد بيقول مين جوه الأوضة إنت إنس ولا جن.. قلت والله العظيم إنس ومحبوس في الإدارة من العصر.. قال ثواني أجيب المفتاح الإحتياط من مكتب المراقب وافتحلك.. شويه واتفتح الباب وعرفت إن اللي فتح الباب قيادة في الشرطة واخدني إلى مكتب العميد والمراقب عمي أبو العلا عبد الصادق.. وحكيت اللي حصل معي بالتفصيل للبيه العميد.. وطبعا الظابط عرف التلاته الملثمين اللي اخدوا بونات التغذية من وصفي لملابسهم.. وسمعته بيقول للعميد هما اللي فازوا في الانتخابات.. البيه العميد طلب من عمي جمال يجيب ليا أكل ويعمل ليا شاي وكمان عطاني عشرة جنيه حته واحده.. رجعت البيت بعد صلاة العشاء ونمت من التعب والخوف اللي كنت فيه.. حاولت أمي تصحيني وتكب على وشي ميه علشان أتعشى معاهم.. لكن الخوف خلاني أروح في النوم.
أدن الفجر وابويا صحاني أصلي معاه.. ونروح غيط العقول نجيب حمارة برسيم حجازي للبهايم.. طبعا قلت حاضر.. ورجعنا على نشرة الساعة سبعة الصبح.. فطرت مع إخواتي وأخدت عجلتي وسقت بسرعه لحد ما وصلت عند مزلقان السكة الحديد اللي جنب الشيخ عمار ومصنع الموالح.. وسألت الناس اللي واقفه.. واحد منهم قال بصوت مخنوق.. دا القطر أكل طالب كان بيعدي المزلقان.. ومن الناحية البحرية للترعة الابراهيمية عسكرى كان مسطح على القطر واصدمت رأسه بكوبري الترعة.. قلت وعايش ولا مات.. الراجل بص عليا بغيظ وكان ناقص يضربني مركوبين على دماغي.. الصراحه اتحركت من بين العربيات والناس لحد ما شفت جسم الطالب مقطع فوق قضبان السكة الحديد.. جسمي قشعر واعصابي سابت والدنيا لفت بيا.. وقعدت مكاني لاكتر من ساعتين مش قادر أتحرك .. وطبعا ميعاد توقيع الحضور فات من زمان.. رجعت البيت وجسمي بيتنفض من منظر لحم البني آدمين اللي شفته في المشرحة وفوق قضبان السكه الحديد.
قد يهمك أيضا