ناصر المنياوي يكتب : أسباب تمرد هذا الجيل
لماذا أصبح الآباء والأمهات في زماننا هذا هم الذين يبرّون أبنائهم ويستعطفوهم ليرضوا عنهم ؟! كلام جميل لكل أم وأب : (الغوص في عمق التربية) .
بعد الشّدَّة التي تربينا نحن عليها، صرنا نخاف على أبنائنا من تأثيرات القسوة، وبتنا نخشى عليهم حتى من العوارض الطبيعية كالجوع والنعاس .. فنطعمهم زيادة، ونتركهم كسالى نائمين، ولا نوقظهم للصلاة، ولا نُحملهم المسؤولية شفقة عليهم،.
ونقوم بكل الأعمال عنهم، ونحضر لوازمهم، ونهيئ سبل الراحة لهم، ونقلل نومنا لنوقظهم ليدرسوا !! فأي تربية هذه ؟! ما ذنبنا نحن لنحمل مسؤوليتنا ومسؤوليتهم ؟ ألسنا بشراً مثلهم، ولنا قدرات وطاقات محدودة ؟ .
إننا نربي أبناءنا على الإتكالية، وفوقها على الأنانية إذ ليس من العدل قيام الأم بواجبات الأبناء جميعاً وهم قعود ينظرون ! فلكل نصيب من المسؤولية، والله جعل أبناءنا عزوةً لنا، وأمرهم بالإحسان إلينا، فعكسنا الأمر، وصرنا نحن الذين نبرّهم ونستعطفهم ليرضوا عنا ! ولأن دلالنا للأبناء زاد عن حده، انقلب إلى ضده، وباتوا لا يقدرون ولا يمتنّون، ويطلبون المزيد .
فهذه التربية تُفقد الإبن الإحساس بالآخرين، ومنهم ( أمه وأبوه )، ولن يجد بأساً بالراحة على حساب سهرهم وتعبهم . وأنا أتسائل : ما المشكلة لو تحمل صغيرك المسؤولية ؟ .
ماذا لو عمل وأنجز وشعر بالمعاناة وتألم قليلاً ؟ فالدنيا دار كدٍّ وكدر، ولا مفر من الشقاء فيها ليفوز وينجح والأم الحكيمة تترك صغيرها ليتحمل بعض مشاقها، وتعينه بتوجيهاتها، وتسنده بعواطفها، فيشتد عوده ويصبح قادراً على مواجهة مسؤولياته وحده .
بقلم ناصر المنياوي معلم خبير تربوي لغة عربية القاهرة
قد يهمك أيضا
يامُهره ..مين هايرجعك للمزرعه.. للشاعر الكبير : ابراهيم رضوان
مش معني انّى بكيت / شعر : فتحي نجم