مقال في الصميم للدكتورة عزة هيكل .. أثار شجوني وأعادني للكتابة في موضوع تطوير التعليم ..!! قالت وأفادت وأكدت ما قلناه عن التعليم قبل الجامعي في مصر ، هذا التعليم الذي لم يلق أي اهتمام حقيقي في عصرنا، أنما وجد عنترية وفتحة صدر من المسؤولين ، وصمت القيادات التي منحت الوزير كارت بلانش.. وكما فسدت أنظمة تعليمية كثيرة في مصر، مثل التعليم الأساسي ، ومحو الأمية ، وبرنامج التأهيل الجامعي ، والبرنامج التحويلي الجامعي ، والتعليم المفتوح الجامعي ،ويأتي شوقي بالتطوير المستحيل ، لعدم وجود أساس متين يبني عليه تطويره ، ولكن أخذ القمة ليهبط به إلى القاعدة..!! لقد ترك شوقي في نفوس الكثير ، من التربويين والكتاب ، غصة من تصريحاته المتوالية ، المغلفة بالوهم الكبير ، وعدم ذكر الحقيقة ، وكان أكثر الوزراء إثارة للمشاكل مع المدرسين الذي اتهمهم بـ ( الحرامية ) ، هذه الوصمة التى ستلصق في جبينه ولم يمحوها ماء البحار والأنهار ، وجار على مستحقاتهم ، بوقف أساسي الراتب من 2014 ، وقلل من مكافآتهم ، وضيق عليهم فيما كانوا يحصلون عليه ، حتى جعل الفارق بينهم وبين ديوان وزارته أكبر مما يتصور ، ومشاكل أخري مع الطلاب ، وفزع لأولياء الأمور .. لا أعتقد أن الكتاب عقبة في سبيل التعليم ، فالكتاب أفضل وسيلة للإطلاع ، وهو صديق بالفعل ، لن يهرب حين تنقطع الكهرباء أو يتعذر الإنترنت ، أو تقع شبكة التواصل ، وتعيق المنصة ، ولا يعجز حين تقل المعلومات ببنك المعرفة ، ولن يكون البديل أيها الوزير المحترم بالتابلت ( حتة الحديد فاقدة المشاعر )..!! ولا أعتقد أن المدرس عقبة في تطوير التعليم ، فهو أساس التربية والتعليم يا باشمهندس ، وهو الذي قام بتعليمك ، أنت وكل القيادات والزعماء والأعلام والمشاهير في مصر والعالم ، وسيبقى المدرس رغم أنف من يريد إخفاءه من عملية التعليم ، سيبقى بشحمه ولحمه ومشاعره ، ولماذا لا تنقل تصريحاتك أيها الوزير بدون صورك ، وأحاسيسك ومشاعرك على التابلت لكل الطلاب وأولياء الأمور ووسائل الإعلام ، لماذا لا تكون لقاءات مخفية ، أم أن المدرس يختفي من العملية التعليمة ويحل محله هذا التابلت ، لتثبت التعليم عن بعد ، والذي لن يجدي مع ملايين الطلاب في القرى والنجوع والكفور ..!! لماذا أجلت في تصريحاتك العمل بالمنظومة الجديدة بعد أسبوعين ، لماذا لم تستعد من قبل دخول المدارس، التي فسد أيامها وجداولها ونظامها الجديد ..!! أعتقد يا باشمهندس أنك أنت العقبة بنظامك الجديد الذي فرق بين التعليم الحكومي والتعليم الإستثماري ، والذي أطاح بمجانية التعليم بفتح مجموعات تقوية في المدارس وبأسعار تهد كاهل الأسر المصرية ..!! وأعتقد أن ما يحدث على مسرح التربية والتعليم في عصرنا هذه تجارب وهمية ، ستؤدي بالفعل إلى نتائج وهمية ..!! وأعتقد تماما أن التاريخ سيسألك عن هذا ، كما سيسأل كل مسئول ، منحك هذا الكارت البلانش ، لإعاقة التعليم في مصر من أجل الفلوس المفروض تجلبوها من جيوب الغلابة الغير قادرين على دفع مصروفات لأولدهم ، بجانب أعباء الحياة الكثيرة من إيجارات ، وفواتير كهرباء مجنونة ومياه وصرف صحي ، ومواصلات ، وغاز وبوتاجاز ، وضرائب عقارية ، وأكل وشرب وملابس ، وهمّ أسود وأزرق ، فأين المرتبات التي تواجه كل هذه الأعباء ، كل شئ أصبح بالفلوس ، رسوم من وقت الميلاد حتى الوفاة . برغم أني زهقت من الكلام كغيري من الكتاب ، في موضوع التربية والتعليم ، إلا أن ما زلت أشعر بمسئولية الكاتب الإنسان ، الذي يهتم بأمر مجتمعه ، ويطرح رؤاه وأفكاره ، لعل وعسى أن يخرج من أصلاب الواقع من يحسن التعامل مع مسئولياته تجاه هذا الوطن الطيب ، الذي يحتاج إلى كل من هو مخلص ، يقدم له قيم الإنتماء الحقيقي والولاء والإخلاص ، والعطاء الخالص لوجه الله . الكاتب الصحفي نبيل مصيلحي