إطلالة سريعة في .. آمنت بكِ وراهنت .. للأديبة العراقية .. وفاء عبد الرزاق
بقلم / نبيل مصيلحي
برغم ما في النص من رمزية ، إلا أن الدلالة تشير إلى شجرة الحياة على الأرض ، فما البلاد إلا تلك الأشجار المتناثرة على وجه البسيطة ، وهذه الصحراء التي تطغى على قوت الشجرات ، وعلى ابتساماتها وعلى ما تبقى لها من صبر ، كعادة الظالم الذي لا يرى إلا نفسه ، فيسلب من الموجودات والكائنات مقدراتها وروحها ..!!
وهناك من يعشق الشجرة / الوطن ، ويرى ما به من محن وأزمات ، فيصيبه الحزن والحسرة ، لما يراه من شباك الواقع الأليم ، فيجف الابتسام ، ويغمر القلب الآسى ..!!
وللتخيل في النص عمله ، حين تتأزم الحياة ، فلم يعد للقلوب إلا أن تصبر ، وتأخذ الذكرى البال ، فتعيشها المتأملة المتمنية بعض وقت مع الرفاقة والصحبة في زمن انقضى ، ولم يبق منه غير هذه الذكري التي تلجأ إليها لتحفف عنها عناء الصبر ..!!
ولا تركن إلى الكسل والخمول ، ولكن تبذل من الجهد ، كي ترى الأنقى ، في حديقتها / الدنيا ..!!
وهي لا ترضي إلا بحيوية الشجرة ، حين ينبع أو يتسرسب من بين أصابعها الماء / الحياة ..!!
وبرغم كل هذا ، فإن الشجرة / الوطن ، لن تندثر أبدا ، فهو ــ الوطن ــ الغائب الحاضر ، وتلك الصحراء التي قد تحيط به ، قد تضحك له ، وتزول الغمة .. فمن الموت كانت الحياة .
قصة قصيرة ثرية التأمل ، راشقة في عين الواقع ، تقرأ ما به من محن وظلم ، ولا تخلو من نقطة الضوء بعودة الحياة إلى الشجرة المسلوب مقدراتها ..!!
نبيل مصيلحي
ــــــــــــــــــــ
النص
آمنتُ بكِ وراهنتُ
الصَّحراء تتَّسعُ ، تستولي على الإبتسام، على جريانِ الماءِ نحو الشَّجرة، على القُوت اليومي، على القليلِ من الصَّبر المتبقّي ،وعلى صدقِ الدفء؛فلا تستسلمي.
أبذلُ جهداً للغناء ، ينقطع الزَّمنُ؛ لكنّك القِبلة الأنقى والزهرة المدهشة .
أبذلُ جهداً للصَّوتِ من درفةِ نافذةِ الضّحك؛فتتوافدُ الرخويَّاتُ وتتراكمُ بصيغة الجَّمع .لذا،، إنهضي من مراياي، وكوني المعجزة.
أتحسسُ قوتي اليومي، أبذل جهداً للَّمس ؛ تتشوَّك الدَّقائقُ وتتحولُ إلى صبـَّارٍ مُرٍّ ومتحجّرٍ؛ فتأتين أنتِ نبيَّة فاتنة.
في القليل المتبقّي من ذخيرة الصَّبر، أرفعُ أنخاب الذّكرى، أتخيلُ أصدقائي القدامى، أصدقائي لمرحلةٍ لما بعد الغد، وكمأخوذة بالسُّكرِ أتخَّيلُ غدي كله؛ أجدُكِ تطلقين قلبكِ لتشمّكِ الأرضُ وتحتفلُ للربيع.
أستأنفُ الجُّهد المبذول، أكنسُ حديقة المنزلِ من هشيم المستقبل؛لأراكِ الأنقى.
هذا لا يعني أنَّي لا أحترم الوقت؛ لكنّي كما قلتُ حين تسرّبَ الماءُ من أصابع الشَّجرة، وتوقَّفَ الزَّمنْ ؛ ظهرتْ لي صورتُكِ نديَّة بكِ؛ تنفَّستُكِ ، وأقسمتُ : ليس إلاَّكِ اتّجاهاً.
هل نعدٌّ الأشجار التي تسرَّبَ ماؤها ولم يمرّْ بالجَّذرِ؟
غيابُكِ حضورٌ،ذهابُكِ رجوعٌ، صمتُكِ صخَبٌ؛ يغالطُ تلك الصَّحراء ويبتسم.
مَن يُلغيكِ لا يدري أن الصّحراءَ تبتسمُ في محرابكِ.
فأنتِ تخلقين من الموتِ رائحةً عطريَّة.
الأقحوانُ يعانقُ تلك الشَّجرة المنتظِرة والمجرَّات..
إنَّها حكمتُكِ، حكمةُ الطَّيران.
ــــ
هيَّه اللي نالت غُنا ودمعة العاشقين . شعر : نبيل مصيلحى