البنت التي كنت تلعب معها –
ولد كبير ، بنت صغيرة .
تلك الكلمات التي كنت ترددها حين تراه ، وحين كانت تشاركك اللعب في الميدان الفسيح والذي ما ضاق بألعابكما الكثيرة ، لا تدري سر تلك العلاقة التي ارتبطت بحضوره إلى بيتها وعدم خروجها للعب معك مرة أخرى . كنت تذهب لبيتها تنادي عليها أو تنادي هي عليك كعادتكما ، ولما أصبح رد أمها فيما بعد ، أنها تساعدها في أعمال البيت ، كنت لا تفهم سر تلك الضحكات التي تصاحب تلك الكلمات . ولما طال غيابها ، كنت تعيد السؤال عنها في كل يوم ، بل وفي اليوم الواحد مرات فيأتيك نفس الرد وتلك الضحكات . حتى أمك والتي طلبت أنت منها أن تساعد أمها في أعمال البيت وأن تترك صغيرتك لتلعب معك طلبت منك أن تتركها تساعد أمها وخرجت منها نفس الضحكات الغير مفهومة . إلا ذلك اليوم ، تأخذك أصوات طبول ودفوف من ميدانك الفسيح وقد بدا أنه ضاق بألعابك فلم تعد مسليه ، تهرول خلف قدميك ، أصوات الدفوف ترجك رجاً ، وقد سبقت كل الصغار إلى بيتها ، ونفسك تمنيك أنها فرغت من مساعدة أمها في أعمال البيت . وجدتها وقد جلست على كرسي جميل وبجوارها كرسي خال ، تحيطها الورود والبالونات الملونة وقد تزينت بثوب أبيض وطرحة بيضاء ، ذلك الثوب الذي يشبه ثوب عروستها البلاستيك . حاولت يدك أن تفلت من يد أمك – وقد أحكمت هي القبض عليها – وأن تذهب للجلوس على ذلك الكرسي الخالي بجوارها ، لكن أمك أخبرتك أنه لعريسها الذي سيأتي حالاً ، ما هي إلا لحظات وقد انطلقت أفواه الصغار – العريس وصل ، العريس وصل ، كدت أن تشاركهم الصياح لكن لا تدري لماذا لم تستطع ، انطلقت الزغاريد من أفواه السيدات تملأ المكان ضجيجاً ، حتى أمك كانت أطولهن زغرودة ، تحينت فرصة الزغرودة الثانية لأمك فلتت يدك من يدها ، تتخلل نحافتك الحضور حيث الكرسي الخالي لكن أمها حالت دون وصولك إليه ، وأنه كرسي العريس ، كدت أن تفلت منها ، لكنها أحكمت الإمساك بك ، لحظات صمت ، تنبه الجميع لإلحاحك على الوصول لذلك الكرسي ، لم تجد بداً من أن تفعل أي شيء للفوز بالجلوس عليه ولأنها العروسة وحتماً من يجلس بجوارها لابد أن يكون العريس ، خرج صوتك الصغير يطلب من أمها أن تكون أنت العريس وأن تجلس بجوارها ، لا تدري لماذا انهمك الجميع في نوبة ضحك مستمرة .