الذات في الولوج والخروج إلى ومن فضائها ..!! قصيدة ( هل من حواديت أبعثرها على نبضي،أو نفرة الآهات في وردي ).. للشاعر / أحمد إسماعيل إسماعيل
ــــ
بقلم / نبيل مصيلحي
الولوج والخروج إلى ومن الذات ، لا يأتي من فراغ ، إنما هناك الكثير من الأسباب ، التي قد لا تتحملها النفس البشرية .. قد يكون من الإيذاء البدني ، أو من إحباطات نفسية ، فلا يجد العقل البشري إلى أن ينسلت من وجوده ، ليذهب إلى ما وراء الطبيعة ، في حالة من اللا وعي الجسدي ، وعلى وجه الخصوص هذه الحالات يتعرض لها الشعراء وتصيبهم ، لتراكم الأعباء على كاهلهم ، فالشاعر هو عقل ووجدان مجتمعه ، يحمل كل الضغوط التي يحملها ناس وطنه ، وفي حالات أخري تصادمية ، لبعد الأحبة وفراقهم ، وطول غيابهم .. وحالات أخرى كالغدر والخيانة ..!!
وفي الولوج إلى الذات والتجول في عالمها ، يتطلب الدعم الفكري والروحي ، والتأمل .. بمعنى أقرب أنك ستترك واقعك لجسدك أو تترك جسدك لواقعك ، فترة من الزمن ، وكل ما يشغلك في الحياة ، تتخلص من كل الضغوط والسلبيات والإحباطات ، لتتفقد ما يريح نفسك ، ويزيل عنها كل ما تعاني منه ، وبعد يكون الخروج إلى المصير بشحنات إيجابية ، تجعلك تسعد بصحة نفسية ، تتكيف مع ذاتك ومع مجتمعك .
ولأن الشاعر لم يجد الحواديت التي يبعثرها على نبضه ، أو نفرة الآهات في ورده، ولا يعني بذلك أن الآهات المؤلمة ، إنما توجد من الآهات التي تأنس بالتواصل الوجداني في لقاءات الأحبة والعشاق .
وتلك الرغبة التي تستفزه للخروج من ذاته ، وليس وحده ، بل ستخرج معه الطيور التي تلازم روحه ، فهي أيضا تستنفره للخروج لتجد في هذا الخروج حريتها .
ولأن الحيرة تجتاح تفكيره .. تمنى أن تطل الحبيبة لتبعثر جنونها على حيرته ، وسكرها على مراره ، ويبدو أن بعد الحبيبة هو الذي سبب الضغط النفسي ، فلم يتحمل بعدها ، فتحركت مشاعره تدفع الرغبة للخروج .
ثم يلجأ إلى الشعر وهو الذي أرهقه دروبه ، واستنزف حروفه إلى حد انتهاء المدد ، ويسأل الشعر ، هل من مورد آخر أستصرخ به وأستنجد ، أو من نبع آخر أتزود منه لأجد صيغة أخرى ، أستجدي بها الفقد والغياب والحبيب ، وفي هذا حالة خروج .
ويطرق في رحلته باب الألوان التي تسمع للهيبه أقصوصة الليل ، تلك الألوان الزائرة في أوردته تحمل حاجات حبيبته إلى نبضه ، وهذه حالة دخول .
ثم ينفي الحاجة إلى تلك الألوان الزائرة في بعدها وغيابها عنه، ولم يجد إلا استجداء الفضفضة والبوح على حيرته وشغفه ، ولكن كيف يحدث ذلك وهي في بعدها عنه ، ولعله يتمني أن تطل عليه .
وهنا الحب في هذا المقام ، ما هو إلا التملق النهم ، وحين يتساوى هذا التملق بين الحبيبين تنهزم الأسباب ، وينهزم التوتر والقلق ، وتنفرج أسارير النفس بالارتياح ، وتصفو ، ويعود الذهن ، للتأمل وترتيب الأفكار لمواجهة الواقع مرة أخرى .
نبيل مصيلحي
القصيدة .. للشاعر أحمد اسماعيل اسماعيل
ـــــــــــــــــــ
{ هل من حواديتٍ أبعثرُها …
علي نبضي ..؟!
أو
.. نفرة الآهاتِ في وردي .. }
……….
…………
بي رغبةٌ للخروج مني
والخلاص
تقولُ الطيورُ التي ترافق روحي
أخرج .. الآن
وحبيبتي لم تطل بعد
ليتها …
تُبعثرُ الآن جنونها علي حيرتي
وسكرها علي مراري
حتي أخرج …
دوني
…………….
……………..
أيها الشعر …
ارهقتني دروبك
واستنزفتني حروفك …
حد الإنتهاء
هل من معجمٍ يستصرخُ الغياب ..؟
اتعاطك سائلا فياضا
كلما أنسبت من جفني كثرت الفراشات
وأنا الملمُ أنفاسي من قبضة الختام
أيها الشعر …
الهيام
رفقا بي
………………
……………………
ما حكايات الالوان …
إذا أختزلنا اللفح..؟!
لهيبك يحكي للالوان ..
اقصوصة الليل
الوانك الزائرة في اوردتي …
تحمل حاجتك
إلي نبضي
ما الداعي إذن إلي الالوان ..؟!
فضي اربطة البوح .. علي شغفي
وتملقي
جميل أن تتملقي
في الحب يبدو التملق نهما
وتنهزم الأسباب …!
قد يهمك أيضا