المودة في القربى : عبادة وذكر وطاعة بقلم : ناصر جمال الدين حفني
أقصد بالقربى ( أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
بداية أود أن أخبركم أن الذى دفعنى لعمل هذا البحث ما وجدته فى آيات القرآن الكريم نقلا عن الأنبياء وخطابهم لقومهم : أنهم لا يريدون منهم أجرا لتبليغهم الرسالة .
أما سيدنا محمد فوجدته يخبرنا أنه لا يسألنا أجرا إلا المودة فى القربى !!!
فثار فى عقلى سؤال :
كيف يطلب حبيبنا المصطفى أجرا وباقى الأنبياء لا يطلبون أجرا ؟!!!
……………
فسيدنا نوح يقول لقومه :
“وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ” … ( الآية 109 سورة الشعراء ) .
…….
وسيدنا هود يقول لقومه:
“وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين” … ( الآية 127 سورة الشعراء ) .
………
وسيدنا صالح يقول لقومه :
“وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين”
( الآية 145 سورة الشعراء ) .
……..
وسيدنا لوط يقول لقومه :
“وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين”
(الآية 164 سورة الشعراء ) .
………
وسيدنا شعيب يقول لقومه :
“وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين”
(الآية 180 سورة الشعراء ) .
……
وغير ذلك من الآيات ففى سورة هود الآية 29 يقول سيدنا نوح لقومه :
” ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله … ”
………..
وكذلك أيضا سيدنا هود يقول لقومه :
” يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرنى أفلا تعقلون … ” ( الآية 51 سورة هود )
………………………..
وعندما أمعنت النظر وجدت أمرا عجيبا وجميلا فى نفس الوقت وهو :
أولا : أن كلام سيدنا محمد أمر ربانى .
فنجد الآيات تبدأ بأمر من الله عز وجلّ : ( “قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى”) ….. “سورة الشورى الآية 23
………
ثانيا : في استجابتنا لهذا الطلب عظيم الفائدة لنا :
فنجد الآية ١٠٤ سورة يوسف توضح لناأن الفائدة ستعود علينا فيقول عز وجل:
وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين
………
وكذلك الآية ٥٧ من سورة الفرقان تؤكد لنا هذه الفائدة :
قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا
……..
وكذلك الآية 47 سورة سبأ توضح لنا أن الفائدة ستعود علينا ، فيقول عز وجل :
” قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجرى إلا على الله وهو على كل شيء شهيد …. ”
…………….
وبذلك يتضح لنا أن ما طلبه منا سيدنا محمد كان أمرا من الله سبحانه وتعالى لمنفعتنا نحن وهو منحة ربانية تقربنا من الله وهى سبيلنا الذى يُرضى الله عنا .
وليس كما يتبادر للذهن أو كما يظن البعض أنه أجر تبليغنا الرسالة فليس من المعقول أن سيدنا محمدا هو الوحيد من الأنبياء الذى يطلب أجرا لتبليغه الرسالة وهو المعروف بكرمه وحرصه على أمته وهو الشفيع المرتجى .
صلى الله عليك يا حبيبى يا رسول الله .
……………….
أرجو أن أكون قد أصبت فى بحثى هذا وأن يغفر لى الله إن كنت قد أخطأت …
ناصر جمال الدين حفني
قد يهمك أيضا
النقابة الفرعية لاتحاد الكتاب بالمنيا تحي ذكري الرسول بمركز الأورام بالمنيا