مجموعة قصصية اجتماعية يظهر جليًا في بعضها العامل النفسي، كما يمتزج والجانب الاجتماعي في بعض آخر.
ـ تتكون المجموعة من ثلاث عشرة قصة قصيرة، نجد الجانب الاجتماعي في بعضها:( العقاب ـ أسوار من ورق ـ قد يكون) حيث يعرض فيها الكاتب الكثير من القضايا الاجتماعية التي تمس المجتمع في كثير من جوانبه، وقد عرض فيها قضايا هامة كالخيانة والوقوع في الرذيلة، وكذلك مساعدة الغير وغيرها من القضايا.
وقد وُفق الكاتب في طرحها ومعالجتها، وخاصة في(العقاب) حيث جاء الطرح جديدًا مختلفا من شخصية متزنة تواجه القصور المجتمعي والفكري.
ـ وهناك ما هو نفسي (الفقر والسعادة ـ ساعتان من عمري ـ يا مسافر وحدك ـ مجرد اختيار ـ قيود) وكل من هذه القصص له طعمه الخاص، ومن وجهة نظري كقارئة أن أقواها (قيود)؛ فقد مست مشاعر المرأة العربية بدرجة كبيرة، ووصفت ما تلاقيه من قهر وظلم تحت عباءة العادات والتقاليد وقهر الرجل، فقد أجاد الكاتب وصف مشاعرها كما لو كان قد عايش تلك المشاعر وأدركها، واستطاع التعبير عنها.
أما باقي تلك المجموعة النفسية فتعبر عن مشاعر متضاربة تمس وطرًا من جوانب النفس البشرية.
ـ وهناك ما هو نفسي اجتماعي (غريب في بيته ـ دموع لا تنقطع ـ الفيروس)
أري أن تلك المجموعة من أقوي قصص المجموعة كلها؛ ف (غريب في بيته) نجده حولنا في كل مكان، فما أقسي تلك اللحظة التي يندم فيها المرء على ما فاته من عمره في تخاذل وضعف، وحين يقرر إنهاء ذلك الضعف يكون بعد فوات الأوان، أما (دموع لا تنقطع) فهي لسان حال كثير من الأسر المصرية والعربية، تلك القصة التي لا يتمني أي أب أن يعيش أحداثها، أو يمر بها، لحظة محاسبة النفس على تقصيرها في حق أقرب الناس إليه.
ففي كل قصة منهما مأساة اجتماعية نفسية في حد ذاتها (ليتنا ندرك ونفهم قبل فوات الأوان).
ـ وهناك ما يندرج تحت مسمى الخيال، ذلك الخيال الذي نحتاجه في الواقع لنتمكن من استكمال حياتنا ( في عالم موازٍ) ليتنا نستطيع تحقيقه للفوز بذلك الأب القدوة .
ـ أما قصة (القاتلة) أعتقد أنها مزحة ظريفة بين المؤلف وصغيرته.
• المجموعة في مجملها جيدة تمس المجتمع بكل زواياه.
• أما اللغة فجاءت فصيحة، وقد اعتني بها المؤلف فجاءت خالية من الركاكة والإسفاف.
• أكثر ما أعجبني وأثر في نفسي من تلك المجموعة ( قيود ـ دموع لا تنقطع)
• اتنبأ لأيمن المليحي كاتب المجموعة بمستقبل مشرق إن سار علي هذا المنوال ولم ينحرف عن طريقه، وإن لم تطله يد الإسفاف.