جاءَ بيومٍ
والدّمعُ على خديهٖ
لآليءَ
تنحدرُ من الشطرينٖ
بحزنٍ
أفجعني المنظرُ
أيقظتُ المتداركَ من غفلةٖ
حزنٍ غيَّبنٖي عن شدْوي
وفرشْتُ التفعيلةَ للهدهد
قلتُ له اجلس يا صاحٖ
وأخبرْني
أو لم يندملٖ الجرح؟
فأنت فقدتَ بأمسٍ أصغرَ فلذاتٖك
وأنا أفقد أحبابًا
حتى في الحزنٖ الفائرٖ نتساوى
لكن يا شاعرُ
ما يُحزنني…؟
ماذا يحزٖنُك صديقي
قال انظرْ أسفلَ تفعيلاتٖك
لاحٖظْ
لا شدْوَ هنا يا هدهدُ
رد وتنكٖرُ يا صاحٖ الدفءَ
تحسُّ به في حضنٍ آخرَ
غير الدفءٖ الْ..
ذقتَ بلحْني
يا هدهدُ
هل تشعرُ بالغيرة من هذي القطةٖ
عمياءٌ والله
نبذَتْها الدنيا
وجد تْ في حضني دفئًا وأمانًا
ألحانًا
لم تتوانَ
أتتني تدفؤُني
أدفٖؤُها
وأنا يا شاعرُ
هل هان اللحنُ عليك
صديقي الهدهدُ
هذا من بعضٖ ثمارٖ الرحمةٖ
فنبيُّ الله سليمانٌ
في الماضي يعفو عنك
يسامحك
ويرحمك
المختارُ الأحمد يرحم قُبّرةً
ويعيد الأفراخ لحضن الأمّ الدّافي
رسل الله هم الرحمة
لكنك صاحبُ عُودي
ووُعودي تشهد أنك أغلى الأصحاب
فأنت ربيبُ قصيدي
في الفرحة أنت حبيبي
في الشدة
أنت طبيبُ نشيدي
تنهيدٖي يشهد شعرًا وشعورا
كم أهوى أُنْسَك يا هدهد!
لكنَّك تنسى يا شاعرُ
ذكّٖرني يا هدهدُ
فالبؤسُ يغطّٖي تفعيلاتي
ويكفّٖن أنغامي
في آخر أحلامي
أوَما تذكرُ قطَّتك الغازية البيضاءَ
الهاجرةَ الفلذاتٖ لترضعهم ألبان جواميسٍ
عوضًا عنها
حتى ماتوا
ما كنتُ لأنسى ياصاح
ولكنْ هذي المسكينةُ
ليست كالغابٖرة الفاجرة
الهاجرةٖ الأكبادَ يموتون
لإن كان هناك صديقٌ من طيرٍ أو حيوان
أنت صديقي
ورفيق طريقي
والقطة يا شاعرُ
ليست يا صاح سوى
خائفةٍ تحتاج أمانًا
جائعة تحتاج طعاما
بائسة تشتاق كمانًا
ليسلّٖيَها في وَحدتها
في كهفٍ ليليٍّ تحيا
هذي العطشانة يا هدهد
ليست إلا بنتَ سبيلٍ
تشتاق لبلَّة ريق
يتبسم هدهدي الغالي
أثلجْت نشيدي يا شاعر
يتبسّم في تحليقٍ
ليس سواك رفيقي
وصديقي
الوسومرمضان عبد الله سوهاج شعر