مجلة “مبدعو مصر” .. تحاور الشاعر العالمى الكبير ” منير مزيد”
الشاعر العالمي الكبير ابن فلسطين العربية والذي رفع رأس العرب خفاقا فى سماوات الابداع العالمي وصدرت أعمالة بكل اللغات واتخذ من رومانيا مركزاً أساسيا للانطلاق نحو العالم بلغة جديدة جميلة محبة للخير وداعية للسلام والأمن والوعي.
ذاع صيتة فى كل بلدان العالم وتحدثت عنة كبريات الصحف والمجلات . وأقام الأمسيات الكبرى فى المدن الكبرى حتى بلغ المنال وحقق الآمال والتف حولة مثقفو العالم وأدبائها المتميزون ورموزها المتفوقون وراح يرعى المواهب ويوجهها ويرسم طرق المجد ويشيدها . حتى ذهبت بعض المؤسسات لترشيحة لجائزة نوبل للأداب وهو يستحقها عن جدارة.
مجلة / مبدعو مصر .. كان لها شرف التحاور معه على أمل أن نعرف القراء به وبفكره وابداعه المستنير
ما هو السر الحقيقي وراء نجاح الشاعر والأديب العالمي منير مزيد وتألقه عالميا وإخفاق الكثير من الكتاب وأدباء وشعراء العرب ؟
هذا السؤال يطرح علي كثيرا هنا في أوروبا .وأحاول في كلّ مرة أن أضع اللوم على أنظمة الاستبداد العربي التي حولت المبدع العربي إلى مجرد قلم بلا عقل أو فكر وأحساس . ولكن علينا أيضَا أن نلوم هؤلاء الكتاب الذين رضوا بمعادلة الشهرة والمال على حساب الإبداع والضمير.
أما أنا فقد رفضت المساومة أو المقايضة على إبداعي وحريتي. فأنا أؤمن بأن الإبداع لا ينمو ولا يعيش إلّا في أجواء من الحرية ، وبأن الثقافة التي تتفاعل مع الآخرين هي ثقافة فاعلة ومتجددة. وأما ثقافة الانغلاق فمحكوم عليها بالفناء والموت . وأخطر ما يهدد الثقافة ويحدّ من فاعليتها واستمراريتها هو “تسييس الثقافة” . قد تفرقنا السياسة والصراعات الاقتصادية لكن الثقافة قادرة بفعلها الإنساني والإبداعي أن تجمعنا نحو هدف واحد.
هناك عوامل كثيرة ومتعددة ساعدتني لتحقيق تلك الشهرة ومنها معرفتي بعدة لغات وخاصة أن كل أعمالي الإبداعية كتبت باللغة الانجليزية .
إن أهمية الشعر الواسعة وصدقه وتشكيلاته الأخلاقية تقوم دوما باستقطابنا بشكل سريع نحو عالم مليء بالسحر والجمال قد يكون الدم متجمدا ولكننا بإمكاننا أن نرى ولأول مرة ما يجب أن يكون واضحا في دورنا كبشر نحو ثقافة إنساية عالمية أوسع وأشمل من نطاقها الجغرافي.
إن الحياة والشعر يحتلان مجالات مختلفة وهكذا ومن خلال الشعر بإمكاننا أن نجول ببصرنا في العالم والذي قد يكون أحيانا قاسيا إضافة إلى كونه ممتعاً وجميلاً، لذا يمكننا أن نفهم وضعنا الإنساني وما نحتاج إليه لجعل حياتنا أكثر استقرارا وأمنا وسلاما لأن الشعر والفنون تداعب خلجات أرواحنا وقلوبنا وبالكلمة الصادقة المسؤولة نتوصل إلى المعرفة.
أما السر الحقيقي وراء نجاحي فهو امتلاكي رؤية وفلسفة ذاتية مغايرة عن المألوف والتقليد بالاضافة إلى إيماني بالله عز وجل وبذاتي وإبداعي، ورغبتي في إحداث ثورة فكرية تنسف كل المفاهيم التقليدية للشعر.
أنا أؤمن أن الإبداع الإنساني الحقيقي سوف يصل للآخرين مهما كانت الصعوبات والتحديات . يقول الله عز وجل {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ }.
أستطيع القول أن مسيرتي الإبداعية كانت قاسية ومؤلمة جدا ولكنها بنفس الوقت كانت ساحرة ومليئة بالتحدي والعنفوان وشيدث مدرسة شعرية سيقف التاريخ عندها كثيرا .
هناك قضية مهمة وأساسية وهي وجود عمودين أساسيين في قضية الصراع والوجود وهما الإيمان والوعي وهما السلاحان الأقوى في تلك المعركة. ولكن علينا أن ندرك أن الوعي بلا إيمان يصبح مشوها وضعيفا نسبيا وكذلك الإيمان بلا وعي يصبح تطرفا – وبالتالي التطرف يهدم أي قضية مهما كانت عادلة .
حاليا تعمل على إنشاء صرح ثقافي عالمي واطلقت عليه مؤسسة منير مزيد للثقافة والفنون . هل تشرح لنا فكرة المشروع وأهدافه ؟
قبل الحديث عن المشروع أو مؤسسة منير مزيد للثقافة والفنون دعني أستعرض معك ومع السادة القراء أساس الفكرة التي قامت عليها المشروع وكيف تبلورت.
لم تكن ” مؤسسة منير مزيد للثقافة والفنون ” مجرد فكرة لحظية بل كانت نتيجة لخبرة تراكمية استمرت سنوات في الغربة والعمل والسهر والنضال. لقد كانت وليدة صورة العرب المشوهة في الاعلام الغربي، وللاسف علينا أن نعترف كإعلاميين ومثقفين عرب إننا قد قصرنا في توصيل رسالتنا الاعلامية للشعوب الاوروبية عن حضارتنا التي استمرت الاف السنين.
لقد أساءَ المتطرفون والمتعصبون إلى قيم حضارتنا الإنسانية حين لجِئوا إلى العنف والإرهاب كوسيلة لتبرير أفكارهم السوداوية وزجّ العالم في حروب قد تؤدي إلى فناء الحياة الإنسانية. فالإرهاب ليس له لون عرقي أو عقائدي أو دين أو طائفة ، ويشكل كما سبق ذكره تهديدا للإنسانسة حيث يعرض حياتها للخطر وكذلك يساهم بتأخر الشعوب وتدمير كل مكتسباتها الحضارية.
من هذا المنطلق كان لا بد من إيجاد وسيلة لفتح باب الحوار وجمع الثقافات المختلفة من أجل التوصل لتفاهم مشترك وبناء صداقات أوثق وأشمل بين الشعوب. ومن رحم تلك الفكرة الإنسانية النبيلة ولدت مؤسسة منير مزيد للثقافة والفنون لكي تكون صرحا ثقافيا عالميا لخدمة الثقافة وتعزيز دورها في التنمية البشرية وبناء جسور التواصل بين الحضارات ومظلة يلتقي فيها جميع الكتاب والمثقفين المبدعين في العالم لتوحيد الأسرة الإنسانية وتحقيق تطلعاتها نحو الحرية والأمن والاستقرر والأزدهار. فمن يتصفح كتب التاريخ يجد أن هناك العديد من المحاولات لتوحيد العالم ولكنها فشلت جميعها وذلك بسبب ابتعادها عن القضايا الإنسانية ورفض ثقافة الآخر. لقد جرت محاولات عسكرية باحتلال أراضي الغير وضمها ولكنها فشلت أمام إصرار الشعوب على التحرر ومن ثم جاءت الفكرة الشيوعية والتي كانت تسعى إلى توحيد العالم من خلال أيديولوجية كانت تتسم بالإنغلاق وعدم احترامها لثقافات وديانات الشعوب وإصرارها على فرض نفسها على الآخرين مما أدى بها إلى الانهيار ومن ثم بدأت أفكار أخرى تنطلق من أوروبا حول توحيدها بمفهوم اقتصادي وها هي أوروبا كما نراها منقسمة على نفسها لأنها لا تستطيع بإفكار اقتصادية توحيد أوروبا من دون فهم لفلسفة ثقافة تلك الشعوب المختلفة لذا أدركت أوروبا مدى حاجتها لتحقيق مساعيها للوحدة الأوروبية لذا بدأت بتعريف مفهوم الثقافة الإنسانية وبدأت تعمل على تحريرها واحترام التنوع الثقافي للشعوب الأوروبية وبان تمارس هذه الثقافة بكل حرية وبدون قيد لأن تحرير الثقافة هو بالتالي تحرير الفكر والعقل الإنساني وتخلصه من فكرة التعصب والتطرف لأن التعصب والتطرف كانا النتيجة الحتمية لبروز ظاهرة الإرهاب في العالم.
مؤسسة منير مزيد للتقافة والفنون هي مؤسسة دولية ومقرها في رومانيا ، تهدف بالأساس إلى نشر الوعي الثقافي والفني والأدبي فى العالم كلة وتدعو الى توحيد الأسرة الإنسانية حول ترسيخ مفاهيم السلام والرخاء والأمن والوحدة الوطنية والسعى نحو خلق جسر من التواصل بين العالم الانساني الجميل وتتعهد بتكريس كل جهدها لدعم كل المبدعين في هذا العالم والدفاع عنهم وحمايتهم وصون كرامتهم وحريتهم في التعبير من دون تمييز أو تفرقة بسبب الجنسية، أو العرق، أو المعتقدات الدينية، أو الآراء السياسية.
مؤسسة تعتمد على الثقافة كمنهاج متحضر من خلالة تجتمع الكيانات وتتوحد من أجل لم شمل العالم حول بستان من الأمل والازدهار والحب. وذلك بتبنيها قضية مهمة وملحة من شأنها الدفاع عن الحريات ومنح الإعلام مساحات أرحب للتعبير عن مشكلات الشعوب وطموحاتها ومعاناتها .
مؤسسة تهتم بدور التمنية البشرية فى قهر الصعوبات وتحطيم العقبات وتمهيد الطرقات نحو عالم يؤمن بدور التمنية البشرية الشاملة الكفيلة بتغيير العالم وتوحده من خلال انطلاقة ثقافية واعية تفتح دروب المجد للإنسانية والحب والسلام والأمان والرخاء .
مؤسسة تهتم بالأدب والأدباء وترعاهم من الألف إلى الياء بترجمة أعمالهم إلى لغات مختلفة وتوثيق إنتاجهم الأدبي وتشجيعهم وتحفيزهم باقامة المسابقات فى كل دول العالم وإقامة المؤتمرات وإصدار المجلات الدورية وتدشين أعمالهم ونشرها ورقيا والكترونيا وعمل الدراسات النقدية حولها بشكل جميل وجيد ومتطور يواكب عصر المعلوماتية والعالم الجديد المتطلع لمساحات أرحب من التفرد بالجمال والسحر والأنطلاقة الكبرى فى سماوات الدهشة والامتاع .
مؤسسة تنطلق من رومانيا الى العالم كلة ومن الضرورى نشر مفاهيم وأيديولوجيات الفكر الرومانى العريق وادابة وعلومة وترجمته إلى العالم كله وخلق جسراً من التواصل بين الحضارة الرومانية وكل حضارات العالم وانفتاح الشعوب على دعم الثقافة لتصحح كل المفاهيم النبيلة للعالم ومن خلالة يصبح العالم كلة متوحد مترابط وتكون الثقافة هي شكل من أشكال التوحد والانسانية عامل أساسى فى ترجمة الأحداث التى يجتمع حولها كل شعوب العالم .
بالثقافة والأدب والفنون ستجعل العالم كلة اسرة واحدة لسانها السحر وحلمها الفكر ودلالها المجد الحضاري العريق الذى من خلالة نستمد الخطى لنواكب سماوات الإندهاش ونحقق حلم الشعوب المتطلعة للوحدة الانسانية على درب الثقافة والعلوم والاداب والفنون نجتمع ومن خلالها نغرس بذور الحب فى بساتين القلوب العاشقة للمحبة .