موسوعة ادباء مصر.. الشاعر عبده الشنهوري
موسوعة ادباء مصر.. الشاعر عبده الشنهوري

موسوعة ادباء مصر.. الشاعر/ عبده الشنهوري

السيرة الذاتية مختصرة :
٭ االسم الكامل / عبده حسن محمود
٭ اسم الشهرة / عبده الشنهوري
٭ محل الميالد / قرية شنهور / مركز قوص /محافظة قنا
٭ تاريخ الميالد /٢٠/ مايو١٩٦٠/
٭ الوظيفة / موجه لغة انجليزية بالمعاش
٭ محل اإلقامة / مدينة أسوان
٭ أكتب شعر الفصحی والعامية وفن الواو وال م وال
٭ رئيس نادي أدب قوص لعدة سنوات
٭ رئيس نادي أدب أسوان لعدة سنوات
٭ عضو اتحاد كتاب مصر
٭ نشرت قصائدي ومقاالتي ودراساتي النقدية في معظم الدوريات المصرية والعربية
٭ أذيعت قصائد ي في اإلذاعة والتليفزيون
٭ قد مت برنامج ) شعبيات ( في قناة طيبة الفضائية لعدة سنوات
الجوائز والتكريمات :
• جائزة مجلة ﴿الشباب وعلوم المستقبل﴾ عام ١٩٨٥
• المركز األول في شعر الفصحی من إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي عام ١٩٩٨
• المركز األول في شعر الفصحی من إقليم جنوب الصعيد الثقافي عام ٢٠١٨
• المركز الثالث علی الجمهورية في المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة عام ٢٠١٨
• جائزة اتحاد كتاب مصر في شعر العامية عام ٢٠٢٢
• تم تكريمي في مؤتمر شعر العامية في بورسعيد عام ٢٠١٩
• تم تكريمي في مؤتمر اإلقليم الثقافي في الغردقة عام ٢٠٢٠
• تم تكريمي في مهرجان الشعراء العرب بالقاهرة عام ٢٠٢٢
• تم تكريمي من جائزة عبد الستار سليم كأحد رموز األدب في محافظة قنا وذلك بطبع ديوان شعري
لي تحت عنوان ﴿ كان ت ل واقف هنا ﴾
• تم تكريمي من نقابة اتحاد كتاب مصر )فرع األقصر( في أكتوبر ٢٠٢٢

لإصدارات:

١۔ ديوان ) ألحان ظليلة ( ..من شعر الفصحی
٢۔ديوان ) النهر يطهر مجراه ( .. من شعر الفصحی
٣۔ ديوان ) أول كالمي ( .. من فن الواو
٤۔ ديوان ) غن ی الفاليكي ( .. من فن الواو
٥۔ ديوان ) النهار ( .. من فن الواو
٦۔ ديوان ) بياع الدوم ( .. من شعر العامية
٧۔ ديوان ) فرعين نبق ( .. من شعر العامية
٨۔ ديوان ) كان تل واقف هنا ( ..من فن الموال

له تحت الطبع:

كبار ق في الذاكرة[ ديوان شعر فصحی [
] تحت السما [ ديوان شعر عامي
[ عيال سالم العبادي[ رواية
] عصا شنهور [ رواية
[ النواسي[ مسرحية شعرية بالفصحی
[ كورونا[ مونودراما
] في ضيافة بلقيس [ من أدب الرحالت
لم يكن اهتمامي بالفنون القولية الشفاهية فقط علی مستوی الكتابة ولكني ساهمت قدر استطاعتي في
جمعها وتسجيلها من خالل برنامج ﴿ شعبيات﴾ الذي كنت أقدمه علی شاشة قناة طيبة الفضائية مساء
كل أربعاء ولعدة سنوات حيث تم عمل أرشيف نادر وهام جدًا ، حيث يضم تسجيالت مع معظم حفاظ
وشعراء الفنون الشفاهية المشهورة في جنوب مصر كفن الواو وفن الموال وفن النميم وفن الكف وفن
الثالثي )التلتاوي( وتسجيالت مع أشهر المطربين الشعبيين الذين يؤدون هذه الفنون وقد أسعدنا الحظ
باللحاق بالكثيرين من كبار السن الذين يحفظون في ذاكراتهم الكثير من هذه الفنون وقمنا بتسجيل العديد
من الحلقات معهم قبل أن يتوفاهم هللا وقد آل منا كثي ًرا وفاة الكثيرين من حفظة وشعراء هذه الفنون قبل
التسجيل معهم ، فرحلوا حاملين معهم كثي ًر ی اآلن . والزال الكثير من هذه ا من جوانبها المجهولة لنا حت
الفنون القولية الشعبية كفن ) الحداء ( مثًال يحتاج إلی توثيق ۔ علی وجه السرعة ۔ قبل أن يرحل حف ظته
بأسراره ومكنوناته . كما أننا ندعو المسئوولين عن قناة طيبة الفضائية بإتاحة ماقمنا به من تسجيالت
بعرضها علی منافذ علی الشبكة العنكبوتية لمن يرغب من الدارسين والمهتمين بهذه الفنون والبحث عن
المزيد من حفظة وقوالي الفنون الشفاهية الشعبية الذين الزالوا علی قيد الحياة ولم يسعدنا الحظ بلقياهم
. كما أن شعراء الجيل الحالي في هذه الفنون يحتاجون لمتابعة جادة وحركة نقدية فاعلة تسير جنبًا إلی
جنب مع الحركة اإلبداعية المتنامية ، فالحركة النقدية هي الجناح الثاني لطائر اإلبداع لكي يحلق عاليًا في
سمائه . ومن ناحيتي قمت وال أزال أقوم بما أستطيعه في هذا الصدد ، وقد أوضح ت في غير م رة أن لدينا
فنونًا متجذرة في الوجدان الشعبي والواجب علينا الحفاظ عليها وتطويرها حين يمكن التطوير علی
مستوی الشكل والمضمون . فالفنون القولية جاذبة بإمكاناتها الموسيقية وبنيتها الدقيقة ومفرداتها
البسيطة وحيلها الصوتية التي تفعل فعلها اإليجابي وقد شاهدنا ذلك في الحضور الجماهير الحاشد و
الغير عادي في الملتقی األول لفن الواو بقرية شطورة بسوهاج وهو فن محبوب في صعيد مصر وانتشر
اآلن في كل ربوع مصر ، وقد يری البعض أن التجديد في الفنون القولية علی مستوی الشكل غير
ممكن نظرا للقوالب المحددة لتلك الفنون ولكنني أوضحت في غير مرة أن المجال الزال مفتو ًحا
للتطوير ففن الواو الذي يكون علی بحر المجتث أو مجزوء المجتث يمكننا عمل قصائد منه وحدتها
المربع بحيث تحكي مربعات القصيدة عن موضوع واحد تتكامل األجزاء فيه بتوالي مربعاته ، كما يمكن
عمل أوبريتات وصور غنائية ومسرحيات ومالحم شعبية علی غرار السيرة الهاللية . هذا علی مستوی
الشكل ، أما علی مستوی المضمون فيجب البحث – دو ًما -عن الجديد والملموس من الموضوعات و
القضايا المج تمعية المعاصرة والمستجدة .
شاركت في حسم الخالف علی تعريف فن الواو ، وارتأيت أنه كل مربع يكتب باللهجة الدارجة علی
بحر المجتث أو مجزوء بحر المجتث ، سواء كان المربع مغلقًا أومتو ًحا ، وقد كان البعض يری أن الواو
ي طل ق علی المربعات المقفولة – فقط – وأوضح ت أن التسليم بهذا التعريف يجعلنا نستبِعد ابن عروس من
فن الواو ل كون أكثر من تسعين في المئة من مربعاته من النوع المفتوح وهو الذي ارتبط اسمه بهذا
الفن ، كما أن مربعات السيرة الهاللية أي ًضا أكثرها من الواو المفتوح ومن المعروف أن فنونًا أخری تضم
مربعات مقفولة كفنون النميم والعدودة والموال الرباعي .
ًرا في ملتقيات الفنون القولية التي شارك ت فيها – ما يجب عمل ه لتالشي بعض
وقد أوضحت – مرا
السلبيات التي يقع فيها بعض شعراء هذه الفنون ليكون الوضع أفضل حاًال ومنها :
-١البعد عن االستسهال والدخول إلی القضايا الجوهرية التي يعيشها الناس صباح مساء ، والبعد
عن ال ِحي ل اللغوية و الشكالنية التي ت ر ِهق النصوص كثي ْرا
-٢الب عد عن الصور الشعرية التقليدية المستهلكة والتحِل ي بروح التجديد والمجازفة
-٣البعد عن األشياء الذاتية والخاصة فالجمهور اليهتم بذلك وإنما يهمه أن تصل بشعرك إلی
واقعهم وت د ِخلهم كتب التاريخ والفلسفة والفن الستخالص التجارب والعظات وإسقاطها علی
الواقع المعاش
-٤اإلدعاء بأن الفنون القولية تخاطب البسطاء – فقط – ادعاء قاصر ففن مثل فن الواو مثًال قادر
علی مخاطبة كل الفئات من بسطاء ومثقفين وقادر علی احتواء كافة الرؤی واألفكار التي تخاطب
المجتمع بكل فئاته مثله مثل القصائد الشعرية بنوعيها الفصيح والعامي ، وعلی الشاعر أن
يتعامل مع هذه الفنون القولية كما يتعامل مع الشعر بكل تراكيبه وأخيلته وتجديداته ، أما حصره
في قاموس الفالحة – مثًال – فذلك تقزيم لهذه الفنون العريقة والمتجددة .
-٥اإلهتمام بالوحدة العضوية داخل النص وأال نتذرع بأن بعض السلف قد أهملوا ذلك وهذه – في
رأيي – حجة واهية فالقصيدة الجاهلية كانت التهتم كثي ًرا بالوحدة العضوية ، لكن الكالسيكية
الجديدة علی يد البارودي ورفاقه ، رأت ضرورة مراعاة الوحدة العضوية .
-٦ باإلضافة إلی تمكنه من أدواته علی الشاعر أن يتمكن من رؤاه الشعرية فال يكفي أن تجيد
الوزن وت ه ِمل الشعر ولكي تكون لك بصمتك الخاصة يجب أن تكون لك شخصيتك المتفردة التي
تحمل خصائصها وثقافتها وقاموسها اللغوي الذي يميزها عن غيرها .
كان أبي عاشقًا للفنون القولية مثل فن الواو وفن الموال وفن الحداء والسير الشعبية كسيرة أبي زيد
الهاللي ويحب االستماع إلی أساطين تلك الفنون ويذهب مع أقرانه إلی القري المجاورة لحضور الحفالت
والسوامر التي يحيها هؤالء القوالين من ذوي الصوت والصيت الذائع ويأتون من هذه الحفالت منتشين
وحافظين للكثير مما قيل فيها من مواويل ومربعات جاذبة . كما كان أبي يحفظ الكثير من فن الحداء
الشهير في صعيد مصر وهي أناشيد ينشدها الحادي أثناء العمل بغية التسرية وتسهيل العمل ومنها حداء
اإلبل وحداء المحراث وحداء النورج وحداء الشادو ف وهي أغاني تيسر العمل وترتاح لها حتی الحيوانات
التي تستخدم في تلك األعمال من إبل وأبقار تجر النورج والمحراث ، كما كانت سيرة أبي زيد الهاللي
وغيرها من السير الشعبية محل اهتمام جاذب لهم ، يسمعونها من شعراء الربابة الذين يجوبون القری
في مواسم الحصاد والذين يط وفون علی البيوت في باقي شهور العام ويغنون نظير بعض الغالل التي
تثمرها الحقول ويخزنها الفالحون في دورهم أونظير حزمة من أعواد القمح أثناء الحصاد و قبل
دريسها . ولم يكن االهتمام بتلك السير وتلك األناشيد قاص ًر ی الرجال بل كانت النساء أي ًضا شغوفة ا عل
باالستما ع إليها من داخل الدور . كانت والدتي ترد د بعض مربعات فن الواو وتتخذها كمضرب للمثل مثل
مربع ابن عروس الذي يقول فيه :
والبد من يوم مـعـلوم
تترد فيه الـمـظـــــالم
أبيض علی كل مظلوم
أسـود علی كل ظـالــم
كما كانت والدتي مثل كل نساء الصعيد ترِ دد عند وفاة أحد األقارب ماي س می بالع ديد وهي أناشيد باكية
ت ذكر فيها محاسن المتوفی ولوعة فراقه.
وكنت من ناحيتي منجذبًا إلی تلك الفنون ، فيطربني صوت شاعر الربابة وأناشيده فأسير خلفه لمسافات
طويلة . وكنت أعشق ركوب النورج وترديد ما أحفظه من حِداء .
الشك أن كل هذه الروافد والمؤثرات ساهمت في تشكيل وعيي الشعري المبكر والذي ت
مثل في حبي
الشديد لهذه األلوان من الفنون الشعرية و ِحفظ الكثير منها ومحاولة تقليدها في أشكال صحيحة حينًا
زق ما أكتبه إ ما ألنه اليعجبني بالقدر الكافي و إما لكونه تقليدًا
ومكسورة أحيانًا أخری. كنت أكتب وأمِ
آلخرين . في المرحلة اإلعدادية ومع دخولي مرحلة المراهقة التي تظ هر فيها المواهب كنت مغر ًما بحفظ
ِ القصائد المق ررة في كتب النصوص لكنها لم تك ن ت
شبع ن ه ًما بداخلي لغيرها إلی أن وقع في يدي ديوان
شعري للشاعر نزار قباني وبدأت أنجِذب ِلما به من أشعار مغايرة للقصائد المدرسية في شكلها
وموضوعاتها وجذبتني قصيدة يقول فيها نزار :
ا زيديني
ً
زيديني غـرقـــــــــ
يا أحـل ـی وبـات جــــنوني
نـ
يا سف ر ال ِخنجر في خاصرتي
ياغـلـغ ــلـة الســــــــــــكين
ا ياســـــــيدتي
زيديني غرقً
إن الـبحـــــــــــــر يناديني
ا ع ل البحــــر
زيديني غــرقً
إذا يقـتـلــــنـي يحــيـيـنـي
وق ررت أن أكتب معارضة شعرية لتلك القصيدة ، فكتبت :
ا زيديني
ً
رحـــ
ـ
زيديني ف
يا أحــل ی أيام ســــنيني
يانغًما يست ُّل اإلحســاس
يســافــر ع بر شــراييني
رقــراق
يانبعًا للضــوء الـ
يدا ِعــب حـب ات عـيوني
ذ وبي كالس ـ كر في كأسي
ود عيني أرش ف ك دعـيني
وكانت تلك األبيات هي اإلنطالقة الحقيقية التي أكد ت امتالكي لموهبة شعرية يم ِكن أن ي بن ی عليها .
كانت اإلذاعة المدرسية في المدرسة الثانوية هي النافذة التي أطل منها قارئً ا ألشعاري وأشعار غيري
من كبار الشعراء باإلضافة إلی بعض المقاالت في مواضيع متفِ رقة ، كما وف رت مكتبة المدرسة مرتعًا
خصبًا – إلی حد ما لي – في ذلك الوقت فقرأت أعماًال لشوقي وحافظ والسي اب والعقاد وتوفيق الحكيم
ونجيب محفوظ واألبنودي وفؤاد حداد وفاروق جويدة وأمل دنقل في مرحلة الحقة وجذب تني بعض
أعمال األدب العالمي مثل روبنسون كروزو والعجوز والبحر وكانت أمينة المكتبة ت خ ُّصني بكل جديد يأتي
إلی المكتبة.
في الجامعة التي كانت تضم كليات ﴿التربية والعلوم واآلداب ﴾ بقنا كان التنافس أكبر ومجال اإلطالع
أوسع وكانت مجالت الحائط وبعض المجالت الورقية هي المتنفس المتاح وبدأنا نحضر أمسيات لبعض
شعراء القاهرة المعروفين الذين يأتون لزيارة قنا وبالتحديد في قصر الثقافة . وبدأنا نذهب للقاهرة في
مواسم معرض الكتاب وعرفنا بعض نوافذ النشر كمجلة صوت الشرق وباب نادي أدباء األقاليم في
صحيفة الجمهورية واشتركت في مسابقة شعرية أقامتها مجلة) الشباب( وفزت بجائزة قدرها ١٥٠ جنيها
وكانت فرحتي بها غامرة.
بعد التخ ُّرج )عام ١٩٨٢( تم تعييني مدر ًسا للغة االنجليزية في أسوان فسعد ت باالنضمام إلی نادي أدب
أسوان وتع رف ت علی أدبائه ; حجاج الباي ومحمد هاشم زقالي ومدثر سليم وفنجري التايه واحمد يونس
وبدر عبد العظيم وعبير عبد العزيز وغيرهم وكنت أداوم علی حضور الندوة الدورية األسبوعية
وشاركت هم في الكتابة في مجلة أقالم أسوانية . في فترة التجنيد بالقاهرة تع ود ت علی النزول إلی سور
األزبكية الشهير بالقاهرة و الزاخر بالكتب المقروءة والتي تباع بأسعار زهيدة فك ون ت منها مكتبة قي ِمة.
بدأت
أرا ِسل بعض المجالت العربية حيث نشرت قصائدي المجلة العربية )السعودية ( في بداية
صدورها ومجلة الكويت وأصدرت مجموعة شعرية فصح ی بعنوان )صدی القيثارة ( و خ ِ صصت لمناقشتها
أمسية كاملة تم اإلعالن عنها في مقر كليات العلوم والتربية بأسوان وكان الحضور الطالبي لألمسية
ملفتًا ومشجعًا .
كانت موجة الغموض التي بدأها شعراء السبعينات تكتسح المشهد الشعري، فبدأ الجمهور ينس ِحب
رويدًا رويدًا من األمسيات الشعرية تاركًا الشعراء يسمعون أنفسهم في أكثر األحيان ، فوجدت ضالتي في
فن الواو الذي بدأ يعود للساحة وظهر فيه بقوة الشاعر عبد الستار سليم . كان الجمهور وخاصة
البسطاء في الق ری والنجوع ينجذبون لفن الواو ويِل ُّحون في طلبه وكان هو المنقذ الذي أعاد الجمهور إلی
مائدة الشعر.
ع د ت إلي مسق ط رأسي بمركز قوص نظ ًر ن يرعاهما في فترة دخال فيها في صراع ا لحاجة الوالدين ل م
مع المرض . شاركت في تكوين نادي أدب قوص مع مجموعة من أدباء اإلقليم وتول ي ت رئاسة النادي
في غير م رة . كانت الحركة الشعرية ثري ة بفعالياتها الدورية وغير الدورية . تع ودنا علی الخروج
بأمسياتنا إلی الق ری والنجوع فتع رف البسطاء علي كلمة أمسية وتفاعلوا معنا وعلی األ خ ص مع فن
الواو المحبوب والشهير في تلك المنطقة ويقال أن أشهر قواليه ) أحمد بن عروس( نشأ في هذا اإلقليم
كما أن فن الموال وقصائد الشعر العامي الجاذبة وبعض قصائد الفصحی من الشعر الكالسيكي وشعر
التفعيلة كانت مادة شهية في تلك األمسيات.
ومع اقتراب نهاية عقد التسعينات أصدر لي إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي ديواني الشعري
الفصيح ) ألحان ظليلة ( وتناوله بالنقد والدراسة الكثير من النقاد مثل الناقد د. جمال الجزيري والناقد
ذ. عبد الجواد خفاجي و الشاعر والناقد ذ. مراد محمد حسن ون شرت تلك الدراسات في الدوريات
األدبية المعروفة .
كان إنتاجي الشعري من شعر الفصحی يصنع أكثر من ديوان وكذلك في فن المربع ، لكن نوافذ
النشر كانت التزال ضيقة وكان الديوان يظل مركونًا في أدراج هيئات النشر الرسمية لعدة سنوات في
انتظار الدور ولم أكن أرغب في النشرعلی حسابي الخاص حتی اليقال أنني نشرت بنقودي ، هكذا كان
تصُّوري وقتها . نشرت أشعاري في كثير من الدوريات األدبية المصرية والعربية

شارك ت في مسابقة إقليم وسط وجنوب الصعيد بقصيدة فصحی فازت بالمركز األول . بعدها
بسنوات قليلة شاركت في ذات المسابقة وفزت بالمركز األول في شعر الفصحی أي ًضا . وكان ذلك يعني لي
أنني أسير في الطريق الصحيح.

ِ في منتصف عام ٢٠١١
خرج ديواني الفصيح )النهر يط هر مجراه( عن الهيئة العامة لقصور الثقافة،
نلت بعده عضوية اتحاد كتاب مصر وكان فاتحة خير حيث توالت بعده إصداراتي . انتقلت مرة أخری إلی
مدينة أسوان بأسرتي . وكنت ۔ من جانبي ۔ أرتاح كثي ًر ی تلك المدينة الساحرة . عدت إلی نادي أدب ا إل
أسوان فاختاروني منذ حلل ت بهم سكرتي ًرا للنادي ومن بعدها رئي ًسا لمجلس إدارته . كان النشاط األدبي
في أسوان ثريًا وعدد األدباء أكبر من عددهم في مدينة قوص.
أصد رت – لي – الهيئة العامة لقصور الثقافة ديوانًا بعنوان )أول كالمي ( من فن الواو واحتفی به
النقاد المهتمين بهذا الفن وبخاصة الناقد ذ.مسعود شومان الذي أعد عنه دراسة في نحو عشرين صفحة
نشرت في كتاب الدراسات األدبية الخاص بمؤتمر أدباء مصر عام ٢٠١٥ . كما تناوله في دراسة ثانية د.
شعيب خلف تم نشر ها في مجلة ) الثقافة الجديدة (.
كنت أشارك – دو ًما – في احتفاالت التليفزيون بالمناسبات القومية وعند صدور أحد دواويني أو تقديم
دراسة عن أديب و شاركت في العديد من حلقات البرامج التي تتناول األدب الشعبي مثل برنامج
)شعبيات ( الذي يهتم بفنون القول الشفاهية كفن الواو والموال والنميم والذي تقِ دمه قناة طيبة الفضائية
. قدم هذا البرنامج في البداية اإلعالمي عبدهللا األنصاري ومن بعده الشاعر عبد الستار سليم ومن بعده
أنا )عبده الشنهوري( وقد استطعنا أن نصنع أرشيفًا ها ًما في تلك الفنون التي يندثر حف اظها بمرور
الزمن . أسعدني كثي ًر حبوبة في صعيد ا أنني ساهم ت في جمع وتسجيل هذه الفنون القولية األصيلة والم
مصر وسائر أقاليمها.
.ونتيجة لهذا ال جهد لم تعد هذه الفنون القولية قاصرة علی صعيد مصر بل انتشرت في باقي األقاليم
ل عامرة
ًرا ۔ لتقديم إنتاجنا األدبي في ليا
وأصبحت سوامرها منتشرة في قلب القاهرة تدعونا إليها ۔ ِمرا
بمحبي تلك الفنون.
ح ضر لزيارة نادي أدب أسوان الشاعر م. عماد قطري والذي يملك مؤسسة ثقافية ت قِ دم خدمات جليلة
للثقافة واألدب في مصر وشاركنا في أمسية شعرية ضمت معظم أدباء أسوان ، وفي نهاية األمسية طلب
مني إعداد ديوان من فن الواو لنشره ضمن إصدارات مؤسسته الثقافية وك ان الديوان جاه ًزا في حينها
وفي خالل شهر تم إصدار الديوان تحت عنوان ) غن ی الفاليكي (.
بعدها بعام تقد مت بديوان في فن الواو إلی اتحاد كتاب مصر تحت عنوان ) النهار ( وت مت الموافقة عليه
وتم إصداره في فترة وجيزة أي ًضا.
ت استحسانًا هائ ًال لم أتوقعه
قرر ت أن أجِ رب ح ظِي في شعر العامية وكتب ت بعض النصوص التي الق
علی صفحات التواصل االجتماعي .
في عام ٢٠١٨ أعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة عن مسابقتها المركزية فتقد مت إليها بديوان شعر
عامي مخطوط بعنوان ) بي اع الدوم ( حيث فاز هذا الديوان وتم نشره في سلسلة ] الفائزون [ التي
ت صدرها الهيئة وكان له تواجده المحمود في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد صدوره بأيام قليلة .
في عام ٢٠٢٠ تقد مت إلی الهيئة العامة للكتاب بديوان ِشعر عامي بعنوان ) فرعين نبق ( وت مت
م إصدا ره ليلحق بالمعرض الدولي للكتاب بالقاهرة في نفس األسبوع
الموافقة عليه في وقت قصير وت
وعِلم ت أنه سافر بعدها إلی عدة معارض دولية أخری.
حاول ت في كتاباتي أن أجمع بين القيمة األدبية والجماهيرية والبحث دو ًما عن روح الشعر وليس
شكله . لم يهمني أن يكون شعري صورة لعصر محد د بقدر ماهو إنساني يصلح لكل زمان ومكان . حاولت
االبتعاد عن الذاتية والموضوعات الخاصة . كان تطوير أدواتي هو ش غلي الشاغل ، فلم أكتف بالشكل
الكالسيكي الذي بدأت به ولكني دخلت إلی شعر التفعيلة بجرأة ومن بعده قصيدة النثر . وتعاملت مع فن
الواو وفن الموال علی أنها قصائد شعرية يلزمها كل مايلزم الشعر من أخيلة وتراكيب ورموز ودالالت
وأن تكون وحدة الموضوع في النص ن صب عيني حتی ل وتغافل عنها السابقون . كنت علی الدوم أف ِ ضل
معايشة الحدث في موقعه وليس من داخل الغرف المغلقة وأج دني ۔ تما ًما ۔ بين البسطاء من جمهور
الشعر الحقيقي في الخيام القروية وال موالد وال سوامر الساهرة . الفعل الشعري فع ٌل طموح كالفعل الثوري
والشاعر دائما يطمح إلی األفضل والشعراء يريدون الحرية في أعلی درجاتها واليقنعون بها تدريجيًا
ومن ناحيتي كنت أراني معار ًضا لكل قبيح والعالم اليخلو من الق بح وال ِشعر يحلم بمستقبل أجمل والواقع
اليكون جمي ًال إال في عيون الس ذ . ج

في أواخر شهر أكتوبر عام ٢٠٢٢ تم اختياري من قبل جائزة عبد الستار سليم في الشعر والنقد كرمز
من رموز الحركة األدبية في قنا وتم طبع أحد دواويني الجديدة في فن الم وال تحت عنوان ﴿ كان ت ل واقف
ِهنا ﴾ . وفي ذات الشهر أعلن اتحاد كتاب مصر عن جوائزه السنوية في أفرع األدب المختلفة حيث فاز
ديواني ﴿ فرعين نبق ﴾ علی جائزة اإلتحاد في الشعر العامي .

اترك تعليقاً