من حكايات الزمن الجميل
——————————–
( ٩ )
من حكايات الزمن الجميل
——————————–
( ٩ )
شارع بورسعيد
اتعلمت من شغلي في مطعم الأزهر.. الحفاظ على كرامتي.. بأني أكل من عرق جبيني مهما كنت جعان.. وافتكرت كلام أبويا إني اجوع بطني ولا اكلش شكك.. زعلت إني تركت الشغل في المطعم.. وبدأت أدور على شغل تاني في شارع بورسعيد اللي قدامه محل خردوات عزيز غبري.. والشارع ده كله بوتيكات بتبيع ملابس من بورسعيد وقماش مستورد.. وبدأت اسأل على شغل في معظم البوتيكات.. اللي كان اشهرها بوتيكات محمد (ع ).. وشباب وبنات كتيره شغاله عنده.. وسألته:
– حضرتك عايز حد يشتغل عندك.
– أيوه عايز.. عدي علينا بعد اسبوع.. فيه بنت عندي هتجوز.. وأنت تعالى أشتغل مكانها.. المهم تكون بتعرف تبيع.
– إن شاء الله بعرف لأني أشتغلت في أماكن كتيره.
– تمام.
مشيت كام خطوه.. ولقيت بوتيك راجل مربي دقن كبيره.. ومعاه بنت لابسه نقاب.. سألته:
– يا شيخ محتاج حد يشتغل معاك.
– أيوه محتاج.. بس المهم يكون أمين.. ولسانه حلو.. وبيعرف يبيع ويشتري.
– إن شاء الله.. أنا بعرف أبيع واشتري.. وعندي خبره.
– بس خلي بالك.. أنا كل زباين البوتيك حريم.. بيشتروا قماش حرير مستورد وطرح الكريبات.
– وماله على عيني ورأسي وأنا مش بحب أصلا الحريم.. بس زي بعضه هتعامل معاهم بإحترام وأدب علشان لقمة العيش.
حسيت إن الست المنتقبة مهتمه بكلامي وعتبص عليا بغيظ شديد لما قلت أنا مش بحب الحريم.. فجأه لقيتها بتقول:
– هو أنت زي أنيس منصور عدو للمرأة.
استغربت من كلامها وسمعتها بتقول في سرها.. شكلك هتعمر معانا في الشغلانه.. اتعرفت على الشيخ ( م ) صاحب البوتيك.. وبيته في الوليديه.. جنب بيت أعمامي بشارع مدرسة النهضة.. فرحت بالشغلانه.. وعرفت إني هشتغل من الساعة ٣ العصر لحد الساعة ١٠ بالليل وهاخد في اليوم جنيه ونص.. تاني يوم ركبت عجلتي النصر ورحت على البوتيك.. سلمت على الشيخ والناس اللي معاه.. وبدأت أقيس للزباين.. اللي عايزه قماش للطرح.. واللي عايزه حرير.. ومع أدان العصر.. اخدني الشيخ من أيدي.. ودخلنا نصلي العصر في الجامع اللي قدام البوتيك.. وبعد ما صلينا فرض ربنا .. خرجنا من الجامع.. وعرفت منه إننا رايحين شركة كشمير اللي قدام كشري جلال.. وفهمت من كلامه إنه هيتفق على شغل جديد .. وبدأ يطلب ويتفاوض في السعر.. أنا نطيت في الكلام.. وبدأت أنزل في السعر وأنا مش فاهم حاجه.. لقيت الشيخ فرحان بيا جدا لما لقيني بعرف اتفاوض علي السعر.. وعدى أسبوع من شغلي في البوتيك.. وفي اليوم التامن لقيت الشيخ بيقولي إنه مسافر بورسعيد يجيب باله من الجمارك.. وإني مسئول عن المحل في غيابه.. وكمان مسئول عن طلبات أهل بيته.. دول أمانة في رقبتك يا شيخ نعيم.. ضحكت من كلمة شيخ.. مسكني من كتفي ومسح على شعر رأسي.. فضحكت أكتر .. تاني يوم طلعت من شغل الجامعة على البوتيك.. واستلمت من الست المنتقبة.. وخليتها مشيت.. وفي آخر الليل قفلت البوتيك.. ورحت أودي المفاتيح لبيت الشيخ والست المنتقبة بتاخدهم الصبح .. واستمر الحال على كده تلات تيام.. وفي اليوم الرابع.. فوجئت بمرات الشيخ قاعده في البوتيك مع الست المنتقبة.. والصراحه معرفتش مين فيهم مرات الشيخ.. علشان الاتنين لابسين نقاب.. بس عرفت لما مشيت زميلتي في البوتيك.. وعلى أخر الليل طلبت مني مرات الشيخ.. اشتري ليها خضار من شارع رياض وارز وفراخ من عند داود سيدهم.. وطبعا هوديهم البيت .. قلت حاضر.. وقفلت معاها البوتيك بدري على الساعه سبعه.. وخدت المفاتيح.. وأنا رحت اشتري الخضار من شارع رياض.. ولما وصلت عند المنفذ دخلت سلمت على أصحابي في مطعم الأزهر.. وبعدها أكلت طبق بليله من حلواني الخزان.. واشتريت الفراخ وكل الطلبات.. ووصلت بعجلتي لبيت الشيخ.. شافني عمي عبده وأخوه.. سلمت عليهم.. رنيت جرس البيت .. عمي عبده استغرب وسألني.. قلت له انا شغال مع الشيخ ( م ) في البوتيك.. هما دخلوا بيتهم.. وأنا دخلت من جوه باب بيت الشيخ اللي اتفتح بحبل.. ثواني ولقيت مرات الشيح جايه تكلمني بدون نقاب.. سألت نفسي أزاي بتقابلني ووشها مكشوف.. وطلبت مني أقعد أشرب شاي.. سكت شويه.. وقلت لها ميصحش أقعد في بيت مفيهوش راجل.. قالتلي إنت أخونا الصغير وأنا أختك الكبيرة.. ومتخفش أنا بألف راجل في غياب جوزي.. وقعدت تحلف وتتقطع.. قلت حاضر.. وقعدت من جوه.. جنب باب البيت.. والقعدة طولت.. وأنا عندي حاسة الشم قويه جدا.. سرحت بخيالي.. وبصراحه خفت وقلقت.. وافتكرت كلام عمتي بهيه زمان وهي بتقول ليا.. لو البيت فيه مره وراجل.. الشيطان بيكون تالتهم .. فوقت من الخيال.. جسمي اتنفض.. وقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾ كررت الآيه.. وطلعت بره البيت.. وفي الشارع أخدت نفس جامد.. وقلت الحمد لله.. ربنا نجاني من بيع القماش.